الاثنين، 24 مايو 2021

وأنسى ذاتي في غمرةِ شوقي لكِ...

 

 وأنسى ذاتي في غمرةِ شوقي لكِ...


هربرت جيمس درايبر 1863 - 1920 

 

لأنَّ لنا متاهاتِ الشوقِ الجارف/

نختفي في أفكارنا/

مثلَ عطشٍ

يرتوي من رذاذِ الحبرِ...

 

نلوّنُ دفاترَ أحلامنا

وننهزمُ

مثلَ ظلالٍ أمام الضوءِ...

 

نُفتشُ عنْ ورقةٍ بيضاءَ

نبثّها عواطفنا

لنعودَ إليها...

 

ثمَّ نُجعلكها ونرميها في سلةِ الهروبِ من الذاتِ...

 

نلوّنُ

رياحَ الشراعِ المسافرِ في شوق أعيننا/

ونُغمضُ جفنَ الرغبةِ

كما لو أنّنا نُطردُ من الجنّةِ

ونحنُ نُغلقُ أبوابها

دوننا...

 

تُعارضنا مسافاتُ الأوهامِ/

وتصرَعنا ذواتنا

لئلاّ نتثاءبَ منْ نعسِ اللهفةِ الحارقةِ...

 

كلّ ما بيننا جسرٌ من رياحِ/

معبرٌ من هواءٍ...

 

ندوسُ من فوقهيما

كأنّنا ملائكةٌ

تخشى أن تهوى بلا أجنحة!!!

 

تنتشلنا برهةُ الحنانِ من جفافنا/

تقتلعنا من يباسنا/

تنهشنا منْ عفونةِ الاسترخاء في المجهول...

وعندما نتطلّعُ إلى ذواتنا/

ننفضُ غُبارًا

علقَ على أهوائنا

مثلَ عمشِ الصباح...

 

لا تحبسي عواطفكِ

أيتها السابحةُ في بحرِ عينيَّ...

 

أنا أيضًا

لا أعرفُ كيفَ أنتشلُ ذاتي

من قرارِ عُمقِ لهفتي إليكِ...

 

أحملُ أغمارَ الأيّامِ/

وقد تبرعمَتْ أغصانُها بندى ملامسِ أنوثتِكِ...

 

لعلّنا نُدركُ/

أنتِ وأنا/

أنَّ للمرآةِ وجهًا/

يُخفي تجاعيدَ الصمتِ الحافرِ خنادقَ في أعماقنا...

 

أنفضي غُبارَ المسافاتِ/

وابتهلي...

فأنا أحبُّ أنْ أنسى ذاتي

في غمرةِ شوقي لكِ...

 

ميشال مرقص

11 ت1 2020

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق