الخميس، 20 مايو 2021

أنتِ في مدى روحي

 

 أنتِ في مدى روحي

 

الشاعر (بودلير) وحبيبته للرسّام ليوبول شموتزلر 1864 - 1940


 

أحضنُكِ بالشغفِ،

وألملمُ ندى أنفاسِكِ

باشتياقِ عينيَّ...

وأكتمُ ضجيج عواطفي

فتهنئينَ

كما أحلام الفراشاتِ

في مدى فرحي بكِ...

 

لا أحبُّ

أن تُهاجري من من مدارِ حناني

ولا أنْ تغربي

عن مشارفِ لهفتي إليكِ وعليكِ...

كأنّكِ

كوكبُ الفرح

ونجمةُ الإشتياقِ

وفضاءً من جاذبيّةِ الروحِ...

 

هكذا أجدني

مشدودًا إلى وجودِكِ

مثلَ قدرٍ

يحكمُ على مسامِ العواطفِ

بأنْ تكونَ نذورًا لكِ ...

 

بأن أشتاقِ

لسؤالٍ عنكِ ...

ولكلمةٍ ترعى جناحي قلقي

كلُّ ذلكَ

أبعدُ من تواكبِ مجسّاتِ الجسدِ

وشهوةِ البدنِ...

 

تنسكبين في مدى روحي

جمالاً أبعد من تفسيرٍ

وبوحٍ

ووجودٍ كائنٍ في الذاتِ...

أتلمَّسُكِ

وهجَ حبٍّ

ينزفُ من شراييين الإنجذاب

في توقٍ

إلى انصهار...

لتكوني

فرحَ ذاتِكِ

وغِبطةَ الإشراق الداخلي...

عاصيةً

على نزفِ الحبِّ....

 

كوني أيّتها الغالية

فلكَ القصيدة

ومدار الشعرِ...

كوني الفصولَ والأيام والأسابيع

والشهور...

بل الثواني

وما تشظّى منها...

 

كوني الفرح والغبطةَ والموسيقى

وتواشيح الغناء ...

 

كوني النهرَ والبحرَ

وخطوط العرضِ والطولِ...

فأنا

لا أريدُكِ في مدى الحواسِ

بل في أعماق

الإحساس النقيِّ

لتكوني لي / ومعي

عرسًا داخليًّا

ملؤه الحنان الصادق...

 

كوني 

ما تشائين

فأنا أحملُكِ في حواسّي الخمس

في حواسي الست...

في حواسي المئة ...

فكلّما أتنشّقُ وجودَكِ

تتَكاثرُ حواسّي

تُفرّخ لي أجنحةُ من ضوء

وتُبرعمُ موسيقى الشوق

إليكِ...

 

 

ميشال مرقص  

3 تشرين الأول 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق