الأحد، 30 مايو 2021

لا تقفي عند حافّةِ الخيبة

 

لا تقفي عند حافّةِ الخيبة

 

الخيبة 1905 / مارسيل رو 1878 - 1922

 

خذي بيديَّ

ولا تلتفتي إلى وراء ...

 

دعيني ألوّنُ لكِ

جناحيكِ ...

فما حصلَ، يحدثُ ...

وما يحدثُ

يُقوّي عمودَ حياتنا الفقري/

ويشحذ عزيمتنا ...

 

كلُّ أمرٍ قابلٌ للنسيان ...

حتى تاريخ الكوارث في الكون...

 

فهاتي يديكِ

ودعيني

أكونُ جناحيكِ/

أنقلُكِ إلى غاباتِ الذاتِ الوارفة/

وإلى حقولِ الشِعرِ

الرقيقة/

تتنقلين بين صفاء الروحِ

ونقاوةِ الجسدِ ...

 

هذا أنا

أقفُ ببابِكِ

بملء الثقة ...

بملءِ الحبِّ المنّزهِ عن غاياتِ/

فقط

لأجعل مسارّ قدميكِ

فوق ميادين العطرِ/

لتكوني

الفرح وغايته/

لتكوني

الحبَّ وأشواقه ...

 

لتكوني

أبعد من هشاشاتِ الغاياتِ البليدة/

التائقة إلى امتصاص اللهفةِ الحالمة

من أجفانِكِ

والفرح من عينيكِ ...

 

لا تُقلّلي من شأنِكِ...

 

أنتِ

ذاتُ الكفاياتِ الفكريّة ...

 

لا تجعلي من الماضي أستارًا

يُغمِضُ عيني الدهشة ...

 

تنازلي عن ذكرياتٍ...

 

لا تسجني نفسكِ

في جماليّاتٍ بادت

ولم تعُدْ....

 

إخترعي فرحًا

كوكبًا لكِ /

ولو أنتِ وحيدة فيه ...

 

عالمُكِ نفسكِ ...

 

دُنياكِ

أحبّاء لا يزالون في فلكِ

جاذبيّتِكِ ...

 

حبيبُكِ أنتِ ...

لكن ... كوني ...

 

انا لكِ ومعكِ

ومن بعد/

في ما أمنحُكِ إيّاه ...

 

هندسيني كيفما تشائين

وترتاحين...

أنا طيّعُ العاطفةِ تجاهكِ ...

ولو كنتُ أنجرفُ إليكِ ....

 

أشتهي أن تكتشفي ذاتَكِ/

أشتهي

أن تستغلّي

ثرواتِكِ الفكرية ...

وإن شئتِ الأنثويّة ....

 

أشتهي

أن تفتحي دفترا

دفاترَ جديدة ...

 

بياضها لا تُلوّثه غباءات الناس...

 

"نادرون هم البشر الصادقون/

نادرون من لا يحسدونكِ

ويستغلّون طيبتَكِ

أو يغارون منكِ" ...

 

فلا تقفي عند حافّةِ الخيبة

وتعيشي الحزن...

أنتِ فرحٌ

وثروةٌ وأنوثةٌ

وفكرٌ ...

 

ها انا أكون سندًا/

وحاضرًا/

لأحملِكِ

في قلبي

وأطير بكِ بجانحين

ملونين ...

 

ميشال مرقص

21 ك1 2020

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق