الجمعة، 21 مايو 2021

الزمنُ ينتهي ولا ينتهي

 

 الزمنُ ينتهي ولا ينتهي

  

جيمس تيسو 1836 - 1902

 


أعشَقُ، يا سيّدتي،

أنْ يأتيني صوتُكِ ليلاً،

أن تُقبلي عليَّ بصورتكِ،

تتحرّكينَ في شرايين لهفتي...

 

أعشَقُ،

أن تستجيبَ هواتفُ أعصابي

لحضوركِ قربي،

لانسيابكِ إلى أعماقي،

أستشعركِ تخترقين بوَاباتِ جسدي،

وشُرفاتِ أشواقي،

وتدفعينَ في كياني حضوركِ اللذيذ،

أقوى من نعمةِ المتعةِ.

 

أعشقُ، يا سيّدتي،

أن يتموّجَ جسدكِ في حدائقِ عينيّ،

ويدعوني إلى إغراء أنوثته،

أن يُخبرني كيفَ تخبئّين كنوزَ جنسكِ،

وتتمايلينَ،

سريعةً،

خفيفةً،

مثل فراشاتِ الأحلامِ.

 

أعشقُ، أن أرى شعركِ الطويلَ،

وابتسامتكِ الضائعة خلف أصابعكِ،

ولفتةٍ سريعة.

 

 

أعشقُ يا سيّدتي،

أن أنسلّ إليكِ

أن أصيرَ هواءكِ،

أن أتحوّلَ أثيرًا حولكِ،

ان أعلّق حلقًا في أذنيكِ،

أن أنسابَ عبر سلكِ الهاتفِ إلى قلبكِ،

وأنام فوق سريركِ،

وأحملَ عبق وجهكِ،

وعبير جسمكِ،

ورائحةَ أنوثتكِ في جسدي...

كلّما أبحثُ عنكِ،

أفتحُ مسامي،

وأشمّكِ فيَّ،

وأخبرُ الحساسين والكناري،

كم أنتِ جميلةٌ،

وكم تقتلني،

زئبقيةُ المسافات،

والانتظارُ الباهتُ، في الأمسيات،

وهي تُسدِلُ ستار الليلِ على غيابكِ،

وعلى انتظاري.

 

أعشقُ يا سيّدتي،

أنْ آخذكِ بين ذراعيَّ،

أن أسبح في لُججكِ،

أن أصيرَ ماءكِ،

أن تصيري امرأتي،

لا أخرجُ منكِ،

إلاّ لأعودَ إليكِ.

 

وأحبُّكِ

 

وعلى افتراق الطرقِ، يا سيّدتي،

اكتبُ لوحةً تذكاريةً،

أنّكِ كنتِ هنا،

في مسافاتِ جسدي،

وحول منافذِ رئتيَّ،

وفي أعماقِ قلبي،

كنتِ امرأةً متناهيةَ الأنوثة،

شديدة الانسياب إلى شواطئ رغبتي،

سريعة الوصول إلى اختراقي.

 

أنتِ، يا سيّدتي،

لا أعرفُ كيفَ،

ولا متى،

ولا أين؟

 

 

هل تعرفين، يا سيّدتي،

أنّ عقاربَ الساعةِ لا تتوقف؟

 

أشعركِ زمني،

ينتهي ولا ينتهي!

 

ميشال مرقص

25 ت1 2020

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق