الاثنين، 31 مايو 2021

لا مكانَ أنتَ فيه/ لا يكتسبُ وهجَ حضورِك

 

لا مكانَ أنتَ فيه/

لا يكتسبُ وهجَ حضورِك

***

(من وحي صباحِك على الشرفة)

  


هنري ماتيس 1869 - 1954


خذي بيديكِ نسمةَ الهواء

قبّليها ...

 

دعي شفتيكِ

تتلوانها أغنية/

واجعلي

لها من عِطرِكِ

جدولَ رهافةٍ...

 

ألا ترينَ

كيف تبتسمُ لكِ الطبيعة/

ويسوق الهدوء الحالمُ

خياله إليكِ؟؟؟

 

كأنّكِ على شُرفةِ

الحلم...

 

الطبيعةُ الهادئةُ

ترنو إليكِ ...

 

تعشقُ

هذه الطبيعةُ

مشاكسةَ وجهَكِ/

أنتِ

وامتداد أحلامِكِ

وصوت فيروز...

وامتداد طموحاتِكِ

وامتداد الأنا

في اللامحسوسِ/

القاطنِ أمام عدساتِ

النظرِ...

 

أشتهيكِ

وأنتِ ترتدينَ فسطانًا

نسجته الشمسُ لكِ...

 

أغمرُكِ

بهتافِ الأعماقِ/

وأنتِ

تنشرين رائحة أنوثتِكِ

العطرة في وجه الصباح ...

 

من هناكِ

من هنا

من هنالِكَ/

من على شرفةِ أحلامِكِ/

تبتسمُ

الطبيعةُ

الغارقةُ في خريفها/

لأنّكِ أنتِ...

تتمدّدين في أنفاسِ رئتيها...

 

هنا

وهناكَ

وهنالِك...

في زوايا الشوقِ

المتهادي

على كتف أنوار الشمسِ/

أختزلُ

شوقَ انوثتِكِ

المتفتحة

من مسامِ النعسِ

وخلايا النومِ ...

 

السارحةِ

من أحلامٍ

تكادُ تكونُ عصيّةً

على اللمسِ ...

 

مشتهاةٌ أنتِ

في قميصِ نومِكِ

في تكاسُلِ بدنكِ...

 

الصاعدِ من أمواجِ النومِ...

 

شهيّةٌ

أنتِ

في أنفاسِكِ الصباحيّة/

مثل نُكهةِ المسكِ

الممزوجِ بأفاويه عطِرة ...

 

شهيّةٌ أنتِ...

توقظينَ أشجار السنديانِ

المتمسّكةِ

باخضرار أوراقها ...

 

شهيّةٌ

وأنتِ تفتحين ذراعيكِ

للصباحِ

الهائمِ بكِ ...

 

كلُّ ما لديكِ

يوقظُ أساطير الأنوثة الرقيقة/

الأنوثة

المتدفّقة

بهجةً في مغامرةِ العينين...

 

وفي أعماقِ العاطفة ...

 

أغمري الهواءَ

يا سيّدتي ...

 

لعلَّ فضاء الكوكبِ

لا يعودُ يحملُ

إلّا عطركِ ...

 

دعيني

أتوهّجُ بكِ/

أيّتها الأنثى

المترنّحةُ في خلايا دماغي

وأبعاد شراييني ...

 

لا مكانَ أنتَ فيه/

لا يكتسبُ وهجَ حضورِك

وعطر أنوثتِكِ...

 

ميشال مرقص

28 ك1 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق