السبت، 29 مايو 2021

لا تُعاندي صفيرَ الريحِ فوق سهوبِ بطنكِ...

 

 لا تُعاندي صفيرَ الريحِ فوق سهوبِ بطنكِ...

 

إدوارد مانيه 1832 - 1883


قد نلتقي ثانيةً

عندها يقعُ القمرُ على الأرضِ...

 

يصيرُ لهاثُ الكونِ زهريًّا

يصيرُ وقتُ الليلِ ناطرًا عندَ رفوف السنونو...

 

قدْ يصيرُ اللقاءُ بلونِ حكاياتِ المجونِ المسعورِ...

 

قدْ يصيرُ

مبحوحًا مثل هتافِ المشردقِ بغصّةِ فراقِ...

لكنّ عصاراتِ الشوقِ

لا تحتضرِ بمثلِ ولولة الريح...

 

قدْ نلتقي

بعدما يغسلُ العالمُ ذاكرته من هوسِ الشفقِ القطبيّ...

 

عندما تتسطّحُ

مسافاتُ الأبعادِ الكونيّة...

 

عندما نحملُ أزاهيرَ الوهمِ

ونغرسُ

في حدائقِ العينينِ

دموعًا بنقاء المرمر المسحورِ ...

 

عندها

عندها فقط...

أصيرُ مثلَ أوراقِ الانغماسِ في ضوضاءِ العشقِ...

 

أصيرُ

نغمَ اللمسِ السارحِ فوقَ نمنماتِ جسدكِ...

 

أتنشقُ هواءكِ الصاعدِ من احترارا المسامِ...

 

أسكرُ بأنفاسِكِ الساكبةِ مسكَ الرغباتِ...

 

أَلُتُّ براعمَ اشتياقي في طحينِ قمحِ أنوثتِكِ...

 

أشتهيكِ لأشتهيكِ...

وأرتحلُ في أبعادِ كونِكِ المنسيّة في مجاهل الذاتِ البريّة...

 

أرتحلُ

إلى حيثُ تُشعلينَ

عتماتِ الجراحِ النازفةِ

من عناقِ الشفاه...

 

لا تُعاندي صفيرَ الريحِ فوق سهوبِ بطنكِ...

 

إرتعشي في مكامنِ طعجاتِ الخصرِ

وانسياب ملامس تُفّاحةِ آدم...

 

إستقرّي

في نفحاتِ البوحِ المتفتّحِ فوقَ عمودِكِ الفقريّ...

 

همسةً همسةً تتلاحقُ شفتايَ

بلا مسافاتٍ

تقطبُ عُرى الاشتياقِ...

 

لا هفوةَ تخترقُ مسار الاشتعالِ...

 

عندما نلتقي ثانيةً

تصعدُ من رئتي الكوكب...

زفرةُ الوداعِ...

 

ميشال مرقص

18 أيلول 2020

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق