الخميس، 26 يوليو 2012

طلحُ الذاكرة


 طلحُ الذاكرة

                          جول فريديريك بيلافوان (1855-1901)


أمسحُ جبيني يا سيّدتي، من طلْحِ الذاكرةِ،
أجدُ ذاتي مقروناًُ بعبيرِ أنوثتكِ،
وكلّما فتحتُ دفاترَ عشقي،
وأناشيدَ صبابتي،
أجدكُ تتربعينَ في العناوين الرئيسة.

أستعيدُ لوحاتِ وجهكِ،
بألوانها وتعابيرها وتلميح إشارتها وهروبها من جبهاتِ العشقِ،
لابسةً درع الوقاية من السقوط في أرجوحةِ الحب...
لكن، اسمحي لي أنْ أعْلنَ أنّكِ استثنائيةً،
وأنَّ محطاتِ الرغبةِ إلى مرافقِ جنسكِ،
تحملُ لافتات الحب والعشق والوله والانسياب الكلّي إلى أعماقِ بحاركِ،
فمناجمُ الماسِ تتكونُ بملايين السنين،
لكن أنتِ فريدةً في العمرِ كلّه..

أهيمُ يا سيّدتي، أن أحترقَ بوهجكِ،
وأصيرَ بخوراً في حاضرةِ أنوثتكِ،
وأتطهّر بلهيب شوقي لكِ،
وأدخلَ إلى معراجِ ذاتي خشيةَ أن تقتلعني أمواجكِ،
وأصيرَ منسياً خارج مفكرة أيامكِ....
أتلو فعل الحب على مدى مسيرة الزمن النائمِ في أعماقِ عينيكِ،
تجتاحني رغباتي إليكِ،
يُدمّرني هوسي،
ويزلزلني بركانُ جوهركِ...
لأنكِ استثنائية بين النساء،
لأنّكِ كل النساء....

أحبّكِ أيتها المرأةُ الملكةُ،
أحبّكِ وأنسى ذاتي تضيعُ في مجالات وحيكِ،
أحبكِ كما لم يحببكِ رجلٌ قبلاً،
أحبكِ بجنوني،
وأحبكِ بصحوي،
وأحبّكِ لأنكِ أنتِ،
وأحبِكِ، لأنني أعرفُ كيف أقدم ذاتي على مذبح جنسكِ....
فلا توصدي أبواب مساراتي إليكِ،
فأنتِ ملكتي،
وأنا في قفصِ العمرِ عميقٌ في عواطفي لكِ حتى التلاشي الكلي....


ميشال مرقص

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق