الاثنين، 2 يوليو 2012

أدخلُ جاذبيّة انوثتِكِ ...


أدخلُ جاذبيّة انوثتِكِ ...

                 "جمال وكتاب" -1884 – ألبرت لينش (1851-1912)


كلُّ ما فيكِ يدعوني إليكِ،
يمتشقُ فهرسَ الشيفراتِ والألغاز،
وأرى هتافاً في ارتماءِ عينيكِ،
وأسمعُ بوحاً مكنوناً في حنايا باطنكِ.

كان شاطئ نهديكِ، يبسطُ أمواجَ الخفرِ،
وعندما تخيّلتُ لونَ عريكِ،
عرفتُ أن السماء لا تحتاجُ إلا إلى لمعانِ النجوم...

الحياةُ ، يا سيّدتي، تدخلُ إلينا باندفاع التحدي،
مثلكِ أنتِ..
ليس لأنكِ تُدخلين التحدي إلى ذاتي،
بل أقولُ،
إلى ذاتكِ،
ورغم ذلكِ أنا معكِ خارج معايير التحدي،
لأنكِ حُلُمٌ...
والحلم يؤخذُ بالعين والقلبِ والعواطف والشرود في جمالاتكِ المنسية فوق رفوف الكسل....
الحياةُ، يا سيّدتي، تُدخل إلينا فعل التحدي،
تضعنا بين العقل والعاطفة،
تسلبُنا ما مَنَحتنا إياه،
لأنها بائسة،
 لولا العشق والوله والحب..

انتِ تدركين جيدًا،
أن العقل لا يدعوكِ إلى وليمة العشقِ،
العقلُ يا سيدتي،
لو كان يعرفُ مذاق عشقي لما أقدم...
إنه عقلٌ جاهلٌ،
العقلُ، يا سيّدتي، يقيسُ الأمورَ طوليا وعَرْضياً،
بأبعادٍ ثنائية وثلاثية،
ومن يدري، ربما بأبعادٍ لم تُبْتَكرْ بعد...
العقلُ يضعنا في صناديق للحفظ،
ويبوخُ لونه،
عندما يقتلُ فينا العاطفة،
أو يضع مقاييس لها...
وأغرب ما في العقلِ،
أن أعظم الفلاسفة...
هم أشهرُ العاشقين......

لكن العاطفة ، يا سيّدتي،
تنقذُنا من إرباكنا.
تأتي إلينا رسولةً تكسو أجنحةً بأسمى عواطفنا.
تأتي لتوقظنا من سباتِ الكسلِ  والقيود،
لتحيي فينا إدراكنا اننا موجودون...
ان عواطفنا تتفتّح مثل مواسم الورود،
تحملُ إلينا مفاتيحَ كنوزنا التي نسيناها في حنايا ذاتنا،
وفي زوايا ما تركه لنا العقل....
ولا يفهمُ العقلَ غيرُ العاطفة،
ولا يُدركُ العاطفةَ سوى العقل!

هل ؟أنتِ معي ، يا سيّدتي؟
أشعرُ اضطراباً ما، زرع بذوره بين الحرية وقيود الذات.
بين أن نكون أو نستريحَ في العدم والمشيئياتِ التقليدية.
أن نكون نحن أو نكون كما يريدنا ...آخرون!

أعرفُ أنني دخلتُ جاذبيةَ أنوثتكِ.
تمسكتُ بدوراني في فلكِ حضوركِ.
صرتِ أنتِ لي ألفُ الحياةِ وياؤها...
ولا أعرفُ أبجديةً خارجَ سمفونية أنوثتكِ.
أريدكِ بعميق الشعور الذي يرسمُ لهفة الطريق إليكِ.
أريدكِ بالعقل.
وأريدكِ بأعمق ما في عواطفي من عشقٍ وولهٍ وصدقٍ.
أريدكِ أن تتجذّري فيَّ،
وأن تُزلزلي كياني،
وأن تستفيقي منتشيةً بين ذراعي...

أخرجي يا سيدتي، من خباء التناسي.
فجّري أُنوثتكِ الطاغية في كياني.
اقتحميني أيتها الأميرةُ الهائمةُ في براري قياسات العقل وهندسة الذات..
فالحريةُ لا تعشق غير التداعيات الحرّة،
وها أنا،
أقدمُ مفاتيح الحرية ،
وأنتظرُ أن يستفيق بركانكِ فيَّ،
فلا تتجاهلي مساكب الطيب،
ولا ترفضي حكايات الوله،
هائمةً في براري جسدي،
حيثُ لا أشواكِ تدمي قدميكِ....

ميشال مرقص

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق