الاثنين، 16 يوليو 2012

شوقُ الأمسيات


شوقُ الأمسيات

               للرسام البيروفي (بيرو) دانيال هيرننديز ماريلو (1856-1932)
العشياتُ، من دونِكِ،
ما عادت تحملُ قلقَ الانتظار،
صار كلُّ شيءٍ باهتًا،
صارَ كلُّ شيءٍ شمعةً مضاءةً،
للاطمئنانِ إلى عينيكِ.

أيتها الحاضرةُ الغائبةِ،
في جفونِ العشقِ أنتِ تشعَّين رغبةً...
أيتها المتلاشيةُ في شهقةِ الآخ،
وجراحِ الغصّةِ،
تبقين ملائكيّةَ الصورة،
رهينةَ العصبِ البصري،
مشدودةً بين عاطفةِ التمنّعِ،
 وشهوة الارتماء في أحضانِ العاطفة المنتظرة في محطاتِ العناق المشبوبِ...

العشيّاتُ، يا ملكتي،
بائسةُ العشقِ من دونكِ،
يابسةُ الشوقِ،
بلا تفتحِ ورودكِ في حروف البوح واختلاج الحبِّ...

صارتِ الأمسياتُ،
صلاةً لكِ،
وحبًّا عميقًا غامرًا جبالَ العواطف والحبِّ ومحيطاتِ الحنان...
صارت العشيّاتُ قارّات للاشتياق،
إلى مسافةِ لقاء،
ولو من خلف قضبانِ سجن المسافات،
ومن خلالِ رسمٍ تلمعُ فيه عيناكِ بحبٍّ وحزنٍ،
بشغفٍ وألمٍ،
بقربٍ من عِناقٍ،
وببعدٍ،
رغمَ كلّ شيْ...


ميشال مرقص
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق