تُقفلُ
المرآةُ عينيها على تفاهاتِ البدّنِ...
Berthe-Morisot
(1841 – 1895)
لا تعكسُ المرآةُ حقيقةَ وجوهنا/
لاتعرفُ ما تُخبّئُ من أسرار،
نقرأها/
وفي أعماقنا عواءٌ لما كنّا عليه...
تقرأ المرآةُ زيفَ تراكمِ الأجيال...
تُراكِمُ تفاهاتِ الوجهِ/
وتجاعيدَ الأفكارِ السطحيّة/
وتتركنا وحيدينَ في حكاياتِ أوهامنا/
نقفزُ إلى عُريِ الذاتِ،
ونكتشفُ
كمْ نتواصلُ مع الآهاتِ المعكوفةِ على جبينِ
العمرِ...
نتهاتفُ في عُمقِ أعماقنا
لنقفَ عندَ حافّةِ الهوسِ الفكريِّ...
نرتشفُ
علاماتِ الهروبِ من أمام وجهنا/
هذا الذاتُ التائقةُ إلى حقيقةِ الذاتِ...
لانعترفُ
بأشواقنا...
نتسلّلُ مثلَ بناتِ آوى إلى الوجهِ الآخر...
نلعنُ ذاتنا لتصيرَ مرآةً مجلوّةً/
مرآةً مقعرّةَ الألوانِ الخادعة...
تعقصُ أنفونا/
تُبرّدُ هفواتِ التجميلِ المزيّف...
تقرأُ فهرستَ السنين،
وتتغاضى عنْ عبثنا المجنونِ/
قبلَ أنْ تُغلقَ عينيها على تفاهاتِ البدن...
المرآةُ...
هي التائبةُ عن خطايا العُمرِ/
لمْ أعدْ فيها طفلاً/
لمْ أعدْ فيها شابًّا ولا كهلاً ...
لم نعدْ في أبعادها معًا،
أنتِ وأنا...
تَشَرّْدِنْا في ذرّاتها...
هي تُرافقُ خطواتِ أعمارنا/ وتبقى بلا عُمرٍ/
ولا سنواتٍ ولا تاريخَ...
إنّها المرآةُ...
ميشال مرقص
30 آب 2016
لا تعكسُ المرآةُ حقيقةَ وجوهنا/
ردحذفلاتعرفُ ما تُخبّئُ من أسرار،
نقرأها/