الجمعة، 21 أكتوبر 2016

أيّها الضاحكون من وراءِ أقنعةِ الرياء...


أيّها الضاحكون من وراءِ أقنعةِ الرياء...

                                        سالفادور دالي (1904 – 1989)


أَمشي كالمَوروبِ،
حذاءُ الشمسِ يحفرُ دعساتِهُ فوقَ الغيمِ...

المتاهاتُ
تفتحُ عيونَ خُبثها
كما لو كانتْ تُولولُ من شبحٍ...

أمشي
وهذا الزمنُ يحدودبُ على ناصية الفكرِ/
يثقبُ
زجاجَ الذاكرة
لينفثَ دخانَ رئتيه...

إنّهُ زمنٌ مهووسٌ بالأراكيل
ووجاهةِ السيكارِ/
إنّهُ الزمنُ المقهورُ فوقَ فخذي ناشطةٍ حقوقيّة/
يغتالُ حتى الفكرَ المولودَ من ذاكرةِ خطيئة...
يُجدّفُ
كما لو كانتْ مقاهي الرغباتِ
تُولمُ للعابرِ بسخاء
وتُطبقُ شفاهها على رُطبِ المالِ...

هوذا زمنُ القيودِ المحلولةِ...
يبتسمُ ليُكشّرَ عن أسنانٍ اصطناعيّةٍ/
يبحثُ عن ابتسامةٍ
تُعلّقُ على جدرانِ النُكتةِ/
لأنَّ القلبَ لا يعرفُ الابتسامة...

إضحكوا أيّها المهرّجون...

أيّها الضاحكون من وراءِ أقنعةِ الرياء...

لمْ تعدْ لنا مدنٌ حضاريّةٌ...

حملَ معه القرصانُ بطنَ المومس...

أخذَ معه نفاق الراقصةِ/
وتلبّكَ
بالمنافقةِ الجالسةِ فوقَ فخذه...

إنهضي من رُفاتِكِ أيتها الحضارةُ الزائفة...

الجمالُ لا يحتاجُ إليكِ...

الخيالُ لا يسبحُ في أحلامِكِ/
الابتكارُ لا يُبتكرُ في فضائكِ...

إنهضي
واتركي لنا حضارةَ اللمعةِ الإشعاعيّة/
كما لو أنّ الشمسَ
ولدتْ منها ....

أفسحي للعابراتِ إلى خلودِ الفكرِ...

إغسلي أدمغةَ الآرصفةِ
فالملكاتُ يتألقنَ راجحاتِ الزينةِ الشفّافة...

لا تُزيّفي أيتها الحضارةُ العبثيّةُ
عاقلاتِ بلادي/

فلكلِّ منهنَّ
جيلُ أليسّا ...وجيلُ عشتروت...

ميشال مرقص

2/10/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق