أيّها
الضاحكون من وراءِ أقنعةِ الرياء...
سالفادور دالي (1904 – 1989)
أَمشي كالمَوروبِ،
حذاءُ الشمسِ يحفرُ دعساتِهُ فوقَ الغيمِ...
المتاهاتُ
تفتحُ عيونَ خُبثها
كما لو كانتْ تُولولُ من شبحٍ...
أمشي
وهذا الزمنُ يحدودبُ على ناصية الفكرِ/
يثقبُ
زجاجَ الذاكرة
لينفثَ دخانَ رئتيه...
إنّهُ زمنٌ مهووسٌ بالأراكيل
ووجاهةِ السيكارِ/
إنّهُ الزمنُ المقهورُ فوقَ فخذي ناشطةٍ حقوقيّة/
يغتالُ حتى الفكرَ المولودَ من ذاكرةِ خطيئة...
يُجدّفُ
كما لو كانتْ مقاهي الرغباتِ
تُولمُ للعابرِ بسخاء
وتُطبقُ شفاهها على رُطبِ المالِ...
هوذا زمنُ القيودِ المحلولةِ...
يبتسمُ ليُكشّرَ عن أسنانٍ اصطناعيّةٍ/
يبحثُ عن ابتسامةٍ
تُعلّقُ على جدرانِ النُكتةِ/
لأنَّ القلبَ لا يعرفُ الابتسامة...
إضحكوا أيّها المهرّجون...
أيّها الضاحكون من وراءِ أقنعةِ الرياء...
لمْ تعدْ لنا مدنٌ حضاريّةٌ...
حملَ معه القرصانُ بطنَ المومس...
أخذَ معه نفاق الراقصةِ/
وتلبّكَ
بالمنافقةِ الجالسةِ فوقَ فخذه...
إنهضي من رُفاتِكِ أيتها الحضارةُ الزائفة...
الجمالُ لا يحتاجُ إليكِ...
الخيالُ لا يسبحُ في أحلامِكِ/
الابتكارُ لا يُبتكرُ في فضائكِ...
إنهضي
واتركي لنا حضارةَ اللمعةِ الإشعاعيّة/
كما لو أنّ الشمسَ
ولدتْ منها ....
أفسحي للعابراتِ إلى خلودِ الفكرِ...
إغسلي أدمغةَ الآرصفةِ
فالملكاتُ يتألقنَ راجحاتِ الزينةِ الشفّافة...
لا تُزيّفي أيتها الحضارةُ العبثيّةُ
عاقلاتِ بلادي/
فلكلِّ منهنَّ
جيلُ أليسّا ...وجيلُ عشتروت...
ميشال مرقص
2/10/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق