الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

أقرأُ اشتياقي في مزاميرِ ملامسِكِ

 أقرأُ اشتياقي في مزاميرِ ملامسِكِ
 

      ألكسندر كابانيل (1823 – 1889)




أينَ تُقيمينَ أيّتُها الهائمةُ في باقاتِ العطورِ؟
أينَ تُمطرُ رجلاكِ
عنبرَ الوحيِ المتأرجِحِ فوقَ ملامسِ الغيوم،
تنشرينَ عبقَ الوجدِ،
وتخشينَ على بوحِ خيالِكِ
من شهقةِ شمسٍ.
تختبئينَ
في براعمِ الأبجدياتِ،
وتتمايلينَ بشغفٍ
في أعراسِ القصائدِ،
وحكاياتِ الشدوِ،
وغُلالاتِ العبيرِ المتلمّسِ
جدارياتِ الإيحاءِ
ومنمنماتِ البوحِ الرقيقِ...

***

أينَ تُقيمينَ،
فأنا ألملمُ شذى عبورِكِ الخفيِّ
من أكمامِ الورودِ
وحكاياتِ الياسمين
وانشراحِ أطباقِ الغاردينيا،
وأشمّ أنوثتَكِ في ذاتي،
وأقرأُ اشتياقي في مزاميرِ ملامسِكِ
أغاوي فيكِ
نهدي القصيدة،
وبراعمَ خصرها،
وتَوْقي إلى غواياتِ ساقيها...

ألتقيكِ ما بينِ السرّةِ
والفخذينِ،
حيثُ تتقاطرُ الشهواتُ
نشوى
بينَ سقسقةِ شفةٍ
وعبورِ اشتياقٍ...

هنا تتراكمُ أشواقُ القصائدِ العابرةِ للمعاصي،
هنا
أشتهي أن ألتقيكِ
عبرَ دائرةِ السقوطِ
في بئرِ التشظي...

*** 

أينَ تُقيمين ولا تُقيمين،
ففي مسافاتِ أبعادي عناوينُ لإقامتِكِ،
وفي ظنونِ الكلماتِ
لوحاتٌ تذكاريّةٌ
لارتدادات الذاتِ إلى ينابيعِ أنوثتِكِ،
تُنشدينَ
غاباتِ اللهفاتِ المتعاليةِ على الجسدِ،
وتغرقينَ
كما عسلٌ أسقطَ جناحي نحلةٍ
فلا تستطيبُ الغرقَ
في ملذّاتِ الذات...

إنتقلي إليَّ مثلَ الفراشات،
فحدودُ الهواء ترسمُ ميادين العبور،
إنتقلي إليَّ عبرَ أخاديد الوحيِ
فالكهوفُ الباطنية
تحملُ نقاءَ خلاياكِ،
إنتقلي إليَّ
في الكلمةِ ...
كلّما تمادتْ شرايينُ الأبجدياتِ،
ترصدُ دفءَ شهوتِكِ
في كأسِ نبيذي...

إنتقلي أيتُها الأنثى الضائعةُ في ذاتِها...
فأنا ألوِّحُ بمنديلِ شغفي...
فاستطيبي مدائنَ عواطفي لكِ...
واسقطي في أغوارِ عشقي ...


ميشال مرقص


هناك تعليق واحد:

  1. تختبئينَ
    في براعمِ الأبجدياتِ،
    وتتمايلينَ بشغفٍ
    في أعراسِ القصائدِ،
    وحكاياتِ الشدوِ،
    وغُلالاتِ العبيرِ المتلمّسِ
    جدارياتِ الإيحاءِ
    ومنمنماتِ البوحِ الرقيقِ...

    ردحذف