الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

بدنُكِ طوفانٌ والخليقةُ تأتي...


بدنُكِ طوفانٌ والخليقةُ تأتي...
 
Alexander Cabanel (1823-1889)



بدنُكِ طوفانٌ،
والخليقةُ تأتي...
وكلُّ اثنينِ طغيانٌ لبراءةِ الشهوة...

معكِ/
جيلٌ آخرْ منْ حضارةِ الرغبة،
الرغبةُ،
منْ قبلِ أنْ يَتكوّنَ نهمُ الحواس،
تلك الشظايا المتآكلةِ
عندَ ضفافِ الشوق...

بدنُكِ/
فاتحةُ الخليقةِ المسحورةِ بهتافِ الأعماقِ،
بالصوتِ الجائعِ إلى بهاراتِ اللمسِ المتخفّي،
كأنّكِ تلامسينَ
مساراتِ الضوءِ/
في خاماتِ المسامِ
المرهفةِ لنغمِ شهوة...

بدنُكِ طوفانُ لذّةٍ...
يتغلغلُ الشغفُ بهِ/
إلى أعماقِ الجُسيماتِ الضامرةِ على اشتهاء...

ولا ترتوي ينابيعُ الجسدِ
منْ امتلاء...

بدنُكِ
شهوةُ الشهوةِ...

رقيقٌ
مثلَ خاطرةِ شعرٍ،
ومتهالِكُ الإغراءِ السمحِ...

إقرأي لي بداياتِ العُمرِ
الشارِدِ عند شفتيكِ...
يترصدُ
إغراءَ الأنوثةِ الجائعةِ...
جامحًا
كجمرةٍ علقتْ على باطن الشفة،
مستسلمًا
كبوحٍ نسي عندَ ثناياكِ شَغَفَ القبل...

إغرقي في طوفاني،
فأنا أغرقتُ سدودي المنيعة بكِ،
لا تخرجي من ظمأي إليكِ،
بل دعيني أشردُ في بيادر الشغفِ الهائمِ في مكامن أنوثتِكِ...

وأنتِ تخطرينَ...
يتواكبُ عشقُ الأعصابِ
حيثُ جسدُكِ قصائدُ من عطش...

ميشال مرقص

4 أيلول 2016



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق