الاثنين، 1 أغسطس 2022

لماذا يا صديقتي يغتالون الحبَّ؟

 لماذا يا صديقتي يغتالون الحبَّ؟

 
بول هايدلي 1947 - ؟

 

***

  

يسرقونَ يا سيّدتي

الأحلامَ الجميلة

من عيونِ أطفالنا ...

 

يسرقونَ

صفحاتِ خدودنا/

ويجعلونَ منها متاريسَ بلهاء

تهربُ من ذاتها/

أمام همجيّاتهم....

 

يستولون على ابتساماتنا

ويجعلون منها

ملاقطَ لجمر القلوب ...

 

ولا يتورّعونَ

باسمِ الدينِ/

أنْ يُصوّبوا على رأسِ بريءٍ

يسلبونَ منه

أجملَ ما وهبه الله!

 

لا أعرفُ يا سيّدتي

كيفَ يتناسخُ هؤلاء:

 بربريّين

وغُزاة وقتلة وجزّارين

وسالخي فرواتِ رؤوسٍ

وأبشع مخلوقاتٍ

وأردأ أرواحٍ شرّيرة!

 

لا أعرفُ

كيفّ يدوسُ هؤلاء البربريّون

على أرواحِ الزهورِ؟

ويجعلونِ

من ضوءِ الفرحِ

وإشعاع القلوب/

مطايا لهلوساتِ زبانية الجحيم؟...

 

يؤلمني جدًّا يا سيّدتي

أنْ يتحوّلَ زجاجُ  نوافذُ

-        هذا الوطن الصغير

الوادع في أعماقِ الجمالِ –

إلى شحتارٍ يُغلقُ عتمته

على بصائرَ/

حوّلتها حزازاتُ النفوسِ

إلى تشوّهاتٍ

خُلقيّة/

وتُمارسُ بحقّها

أفظعَ الأحقاد القايينيّة...

 

هلْ يتركونَ لنا يا صديقتي

ضوءًا يسحرُ أمسياتنا؟

 

هل يتنازلون

ويسمحونَ لأحلامنا الجميلة

بأنْ تتواردَ إلينا؟

 

هلْ يُدركونَ

أنّهم يسلبونَ من أبنائهم

جماليات الحياة/

والفرح بغدواتٍ مزهوّة بالحياة؟...

 

إنّهم يا صديقتي

يجعلونُ من ثيابِ الأحلامِ

ضيِّقةً

على أجسامنا ...

 

يجعلونَ من أهدابِ العشقِ

مراراتٍ

مشدودةٍ بجديلاتِ الأسى ...

 

لم يبقَ لنا برزخٌ

تُبحرُ سفنُ سعادتنا

بين ضفتيّ

جهاتِه كلّها ...

 

لم يبقَ لنا مضيقٌ

نهربُ عبره

إلى لحظاتنا الجميلة/

تلكَ

المعقودةِ على لقاء الشوق ...

 

هل تصيرُ مقاماتُ الفكر

سلاحًا يقتلُ؟

وسكاكينَ تسلخُ

جلدَ الحضارة؟

وأوسمةً تُعلّقُ على صدور

المتوحّشينَ؟

 

 

تعالي يا صديقتي

نتركُ ورقةً بيضاء...

 

نتركُ

عجينةً...

 

نتركُ ريشةَ عصفورٍ

ولون فراشة/

وزهرةً تفتّقت في برعمٍ

للربيعِ ...

 

نتركُ لأجيالٍ تأتي...

  

ترسمُ على الورقة قلبًا يُحبُّ...

 

تحفرُ على العجينة شمسًا تشرقُ...

 

تُفلتُ أحلامها وراء جناحي عصفورٍ/

وترسمُ لوحاتِ محبّةٍ بألوان الفراشة ...

وتُثمرُ زهرةُ الربيع/

خصبًا وغلالا وفيرة ...

 

تعالي يا صديقتي

أنتِ ونا...

 

لا نكتبُ إلّا عن الحبِّ...

 

لا نشعرُ بغير الحبِّ...

 

لا نرتدي سوى ثيابَ حبٍّ...

 

لا نستحمُّ إلّا بماء الحبِّ/

ولا نسكرُ إلّا بخمور الحبِّ...

 

أليسَ الحبُّ لوحدِه دنيا لا تُعوّض؟

 

فلماذا

يغتالون الحبَّ؟

ويُدمّرون الأشواقَ

ويستنزفونَ العشقَ

فلا يتركونَ لنا إلّا سمومهم

المُهلِكةِ؟ ...

 

يا صديقتي

كمْ أنتِ رائعة ...

 

فدعي شمسكِ تتوهّج في هذه العتمة

المدلهمّة ...

 

دعيني لا أرى غير شمسكِ ....

 

أنتِ إسمٌ آخر للحياة ...

 

أنتِ حبٌّ وعشقٌ ...

 

فلماذا ؟؟؟

 

ميشال مرقص

15 ت1 2021

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق