الخميس، 11 أغسطس 2022

أمشي على أمواجِكِ ولا أغرق...

 أمشي على أمواجِكِ ولا أغرق...

 

BENITO REBOLLEDOBenito Rebolledo Correa (1881-1964)

 

***

 

يحملني انتعاش العطشِ

إلى التصاقِ الشفتين بالشفتين...

 

هي قبلة/

لكنّها عالمٌ آخر من نشوةِ

الّلذة...

 

آخر سرابٍ قبل أن يتوالدَ

في جسدي كوكبٌ جديد/

يتفتّقُ عن جلدي/

لتنبتَ أزاهيرُ

عشقي

في جدارِ مجاري لهفتي

التائقةِ إليكِ ...

 

هكذا

هي لوحةُ إشراقٍ...

 

مجرّد همسِ الفكرِ

باسمِكِ ...

 

مجرّد

شهقةِ خاطرةٍ/

كانت هندست أنوثتها/

وتعطّرت

بلهاثِ أفكارِكِ/

وانتشت ببعضٍ

من صورٍ/

تتعانقُ فيها

انوثتًكِ ببعضها ...

 

يحملني

جفافُ العشقِ/

إلى شفافيّة

صوتي المتردّد ...

 

الولهِ

الظامئ إلى تسرّبِ

شهقةِ عطورِكِ/

كحاشيةٍ

تتركُ لدى مروركِ/

انسيابًا/

يتلوّنُ بأريج المسكِ

من أنوثتِكِ...

 

بل...

 

بعطورِ أنوثتِكِ/

 هي:

كما

لو شطحةُ خيال الحواسِ

ترتدي/

بدنكِ ....

 

أتنادى...

 

بعضي يُنادي بعضي

إليكِ/

كأنّكِ هاجسٌ

لا يمحوهُ

وترُ الحنين المتمادي/

في شرايين

انتظارِ

الساعة ...

 

الوقتُ المغدور بذاتِه...

 

الملتبس

على آفاقِ انبلاج فجره ...

 

هي:

 

حكاياتٌ

تسردها عاشقاتٌ/

يُلملمن خُصل شعورهنَّ/

دلالا وإغراءً

لشهوةٍ/

تعبرُ عبر انعتاقِ

تشقّقِ الكبدِ ...

 

هي:

وجعٌ ينسى ذاته

في خيوطِ الأعصابِ

المشلّعةِ/

لخبز العشقِ...

 

هي:

 شهوةٌ

تلمعُ كفكرةِ احتراف/

لكينونةِ جوهرِكِ/

عندما تتجمّلُ مساكبُ الشغفِ

بحضورِكِ/

فتكتسبَ أمواجُ اللهفةِ

سكونًا حالمًا/

نشوةً

هي جسدُ البوح...

 

لن أقولَ إلتقيني...

 

فأنا ألتقيكِ

على مدى تقاطر أنفاسي/

ولا أرتحلُ عنكِ/

ولا ترتحلين منّي ....

 

هكذا

أمشي على أمواجِكِ/

ولا أغرق...

 

أحملُ اجملَ ما عندي

 لكِ...

 

فأتّقي الغرق ...

 

أنْ أغرقَ في أمواجِكِ/

أعني

أنْ يطوفَ جسدي

بمقوّماتِ/

حلولِكِ فيَّ ...

 

هذه الروح

لا تتوانى عن أن تُمعنَ

في التوغلِّ/

نحو أقاصي

ما يكوّن ذاتي/

فأصيرَ أنتِ

لا أنا ....

 

هكذا أنتشي

بكِ/

بحضورِكِ/

بحلولِكِ

في أرضي الشاسعة/

في عواطفي الأرحب من رحابة

كونٍ...

 

هي وطنٌ لكِ

يتفقدُ

متى تنتهي هُجرةُ

الطيورِ البعيدة ؟...

 

أشتاقُكِ ؟

لا !

أشتاقُ إليكِ؟

لا أفكّرُ!

 

فأنتِ شوقي الكامل المتكامل...

 

لا أحتاجُ

لظروفٍ

كي أشتاق...

 

بل أنتِ

الشوقُ...

 

أنتِ عبورُ فرحي

إلى أنفاقِ ظمأ قلبي ...

 

هل أنتِ حقيقة؟

 

تضحكين؟؟؟

 

ربما لا ...

 

الحقيقة يعكسها عدمُها...

 

وأنتِ

حقيقة لا سراب لها...

 

أُقطّبُ جفوني/

كي لا تهربي من عينيّ...

 

من أعماقِ

تغلغلُكِ

/الموشومِ بعناقيد السراب/

في بيادر زمني ...

 

أفتقدُكِ

كمن يفتقدُ

آهةَ عشقٍ

في أبعاد كبده ...

 

كمن يظمأ

وهو يعومُ في نهرٍ...

 

كمنْ يفتقدُ

النورَ

وهو أمام عينيكِ ...

 

كمن يقتلعُ

أحلامه من قميص نومه/

وهو

يغرقُ في لوحات وجهِكِ

وألوان أنوثتِكِ ...

 

التائهُ

عن ذاتِه في قرارة نفسِه...

وأنتِ شهيّةُ

البسمات...

 

و

الشهيّة!  

 

 

ميشال مرقص

27 آب 2021

 

 

 

 

هناك تعليق واحد:

  1. لن أقولَ إلتقيني...



    فأنا ألتقيكِ

    على مدى تقاطر أنفاسي/

    ولا أرتحلُ عنكِ/

    ولا ترتحلين منّي ....



    هكذا

    أمشي على أمواجِكِ/

    ولا أغرق...

    ردحذف