الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

أنتِ واحدةُ النساء على ظهر الكوكب ...

 أنتِ واحدةُ النساء على ظهر الكوكب ...

 


Teodor Axentowicz (1859-1938)


***

 يجذّفُ بي شوقُ المدَّ العاطفي/

إلى شواطئ أنوثتِكِ...

 

يُقلقني أنّه يَتركني

في أوارِ تيّارٍ عميق القرار...

 

لا يُفسحُ مجالًا

في الوصول إلى حيثُ/

حورِيّاتُ عواطفِكِ

تسحرُ تدافعَ الأشواق...

 

أقترفُ جنوني/

لأمدَّ لكِ يدَ الإبحارِ/

وأبسطُ لكِ واقياتٍ/

من أمواجٍ عاتيّاتٍ...

 

فأنتِ

أجدرُ بأن تصونَكِ عيونُ الوله/

والدفء

والغيرةِ عليكِ/

من ضيقٍ أو اختناق أو سوء ...

 

آتي إليكِ وأنا أحملُ كنوزَ عواطفي/

وأهيمُ

كيفَ أفرشُ لكِ/

عينيّ وأشواقي وشوارد عقلي/

وجنوني/

وعقلانيّتي/

لأبني لكِ فردوسًا من انبساطِ الروحِ

وسلاسة الإطمئنانِ العذبِ ...

 

كيفما أقلّبُ أوجهَ عشقي لكِ

أراكِ أنتِ...

 

غايةً في ذاتها...

 

غايةً لأنْ تكوني عطشي/

وأنْ تكوني

جنّةً تُحكِمُ عليَّ الإمتناع ...

 

أدخلُ إلى حُرمةِ عاطفتي لكِ/

حدَّ اللاوعي ...

 

أسمّيكِ شهوةَ نقاءٍ...

 

أسمّيكِ لهفةَ عطرٍ ...

 

غمرتي لكِ تكونُ غمرتي البكرِ/

أجيالًا من انسيابِ الروحِ إليكِ...

 

وأجيالًا من الولادة الجديدة ...

 

معكِ ينضجُ ثمرُ العمرِ/

فوق شفتيكِ

يزدادُ الثمرُ حلاوةً وشقاوةً ...

 

تصيرينَ أنتِ شجرة الرغبة/

وأغصانَ الشهوةِ/

وتُفّاحةَ الجسدِ الشهيِّ ...

 

يصيرُ جسمُكِ براعمَ الإشتياقِ

إلى نزواتٍ تُعيدُ إلى جسدي/

براعةَ الإنبعاثِ من غفوةِ العشق...

 

براعمُ بدنِكِ

نجومٌ تتلألأ وتغتصبُ أحلامي ...

 

أبعثُ احتدامَ أشواقي/

رايةً لقدومي إليكِ/

فوقَ أمواجي المتدافعة في بحرِ أنوثتِكِ...

 

أنتِ تُذرّينَ فوق البحرِ

رياح الشوق ...

 

أحملُ لكِ قموح غلالي/

وأنتقلُ في أسلاكِ عاطفتي

كأنّني مسٌّ كهربائيٌّ

أو فلذات من بروقٍ قويّة ...

 

احملُ إليكِ عصيرَ عنبِ

سُكريَ بكِ ...

خمري العتيق العتيق

الخالصِ الذهبِ ...

 

من أجلِكِ

يُصعّدُ عطرُ الورود الجوريّة ...

 

من أجلِكِ

أبسطُ شهواتي

مزاميرَ تتدافعُ من حولِ عُنُقًكِ ...

 

 

أشتهيكِ ...

 

أهجيَ أنوثتِكِ الجارحةِ

كحدِّ سيفٍ ...

 

تسكبين الجمر في راحتيَّ...

 

أنتِ جمرُ الشهوة

ولهيب الإشتياق إلى انصهار البدنين ...

 

أتوقُ إليكِ كفرسٍ أهوجٍ جامحٍ...

 

كنارٍ رعناء تحرقُ رمول الدمع...

 

كشُهُبٍ تجرح بدن الفضاء/

وتسكبُ جراحها في كهفِ الوجدِ ...

 

أتسلّلُ من بدني إليكِ/

أنتِ الكوكبُ الجاذبُ إلى عشقِ

جاذبيّة مدارِكِ...

 

هناك

لا أعودُ إلى مجال جاذبيّتي...

 

بل أعانقُ  مجرّةَ أنوثتِكِ...

 

أتلهّفُ إليكِ

فلا نساء في الأرض...

 

أنتِ واحدةُ النساء على ظهر الكوكب ...

 

أنتشي بكِ

فلا تلومي عاشقًا لكنزِ انوثتِكِ

وهو يكنه ثرواتِه الفائضة ...

 

ميشال مرقص

13 أيلول 2021

هناك تعليق واحد: