الاثنين، 15 أغسطس 2022

دعينا نعشقُ بلا أسماء

 دعينا نعشقُ بلا أسماء

 

إدوار بيسّون 1856 - 1945

 

***

 

شهيّةٌ أنتِ بين النساء

يا جميلتي

شهيٌّ

إسمُكِ في أغنياتِ الصباح

وتواشيح المساء...

 

شهيّةٌ

يا حبيبتي بين النساء/

وجهُكِ

مطرُ الرغبات/

وشفتاكِ

حكايتا الشغفِ

المحرورِ

لتقاطرِ القبلِ/

وارتحال الذاتِ

في إشراقِ البوحِ...

 

شهيّةٌ أنتِ

بين النساء يا حبيبتي/

شهيّةٌ

عيناكِ/

تُحدثانِ بي دوارًا

يُخصبُ

عناقيدَ شوقٍ متتالية/

تتركني

في أحلامِ المدى المسحورِ

برائحةِ أنوثتِكِ...

 

شهيّةٌ

انتِ بين النساء/

شعرُكِ

أفق وحيٍ

ينشرُ لهفاتِ الروحِ

للإنغماسِ

في نغماتِ الشرودِ/

في دنياكِ المليئةِ

بثمار الجنسِ ...

 

مزيجٌ عُنُقُكِ/

مرفّهٌ

لأحلامِ شفتيَّ/

يسيلُ شهوةً/

يسيلُ

جنونًا متماديًّا/

ليسلخَ انجذابي

إلى تطويقه بعقودِ

من القبلِ/

شفةً شفةً شفةً

تتواكبُ شفتاي/

ولا تتركانِ نسمةً رقيقة

بلا عشقٍ

ولا تنميلِ شهوةٍ...

 

اذناكِ عصفورتانِ

يا شهيّتي/

وأنا أهمسُ تحتَ جناحيهما

بأهازيجَ النشوةِ/

تُتمتمُ شفتاي باسمَكِ/

وأٌغمِضُ عينيَّ

لأغرقَ في أحاسيس

نشوتِكِ

حينَ تُشكّلان

أقراطا

لأذنيكِ ...

 

لا تتلمّسي جيدَكِ

يا حبيبتي/

فها هو بطنُكِ

يرتعشُ ...

ينبضُ

لقُبلةٍ ...

لولادةِ عشقٍ

لخصبٍ بدنٍ

تفوحُ عطورُ الجنسِ والرغبةِ

منه...

ويعتلي

ارتجاف الشفتين

وملامس اليدين ...

كلّما تترنّحُ قصيدةُ

الشهوةِ

في تلامسِ المسام...

 

شهيّةٌ

انتِ يا حبيبتي/

هنا نمنماتُ خصرِكِ

تتململُ مثلَ نسماتِ عطرٍ/

تخترقُ أعماق الحواس...

 

إغراءٌ أنتِ

يا شهيّتي

ما بين النساء...

 

ولا ارتواءَ

يقضي بأن يفيضَ الشوق

ويمتلئَ...

بل لا يرتوي منكِ

بل يظلُّ ظامئًا إليكِ...

 

شهيّةٌ أنتِ

وتستهلكينَ انسيابي إليكِ

بلا رجوعٍ/

كأنْ لا أكتفي/

لا أشبع/

لا أمتلئ...

فأنتِ

سحرُ الذاتِ

وغِبطةُ الأعصاب...

 

بدنُكِ فلكٌ

وكلُّ ما فيكِ مجرّاتُ

من العشقِ/

وكوكبُ سُرّتُكِ

شطحاتٌ من ترائياتِ اللهفةِ...

 

دعيني ألتقي الفجرَ

ما بين نهديكِ/

ما تحتَ تكويرةِ نهديكِ...

 

نهداكِ شهيّانِ

يا حبيبتي

وأطايبُ الفردوسِ

تكتسيانِ

بنُكهتيهما ...

 

تُستنفرُ حلمتاكِ

كخاطرتينِ تتوقفان

على شرفةِ الفكرِ...

 

دعيني يا حبيبتي

اغسلُ لكِ فقراتِ ظهرِكِ/

أغسلُ نهديكِ

بماء الوردِ/

بماء الزهرِ/

بالعطورِ المكثّفةِ/

بالإشتياقِ

إلى رغباتٍ تتورّعُ

امام أنوثتِكِ/

تأخذُكِ شهواتي بخشوعٍ/

بحلمِ الشعرِ

والقصائد...

واللهفةِ الحالمةِ بأنوثتِكِ

في نشوةِ الآلهةِ...

 

شهيّةٌ أنتِ

يا حبيبتي

وأرى فخذيكِ كنقاء المرمر/

وأرى بشرة

فخذيكِ

وساقيكِ

وقدميكِ

كنقاءِ ماء الماءِ

الممزوجِ

بلونِ العاجِ...

 

وكلُّ ما فيكِ

يروي

أنّ الخليقةَ تأتي...

 

في البدايةِ كنتِ أنتِ

والخليقةُ

تأتي...

 

وأنتِ الأمكنةُ والأزمنةُ...

وأنتِ المطرُ العاشقُ

والصحوُ المعشوق...

وأنتِ

الفصولُ بأبعادها ...

 

يداكِ

عاطفتانِ

مشبوبتانِ بحوارِ الجسدِ...

 

عانقيني

لتكونَ لنا الأرضُ/

ليصيرَ لنا الفضاءُ/

لنرسمَ دفترًا

على صفحةِ القمر

نكتبُ فيه

إسمينا ...

 

لا

بل دعينا نعشقُ

بلا أسماء...

 

وحده العشقُ

إسمٌ لنا ...

 

انا معكِ

أحملُ إسمكِ

أصيرُ

نجمكِ...

 

كم أنتِ

شهيّةٌ

ونقيّةٌ...

 

ميشال مرقص

25 ك1 2020

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق