السبت، 27 أغسطس 2016

هكذا يتجاهلُكَ كلُّ من قال: "إنّه يحبُّكَ"

هكذا يتجاهلُكَ
كلُّ من قال: "إنّه يحبُّكَ"


                                     فيلهلم هامرشوي – كوبنهاغن (1864 – 1916)


تسقطُ الألوانُ رماديةً في صقيعِ الغربة،
لا أحد يتنبّهُ إلى مرورِك،
كلٌّ يحملُ هويةً تختلفُ عن الانتماءِ الذي أنتَ فيه،
فتتأففُ الوجوه من سيماء لا تنتمي إلى جيناتها الأساسية....
أنْ تفقدَ ما أنتَ عليه،
يعني أنك تغترب عن ذاتكَ،
أن تصيرَ سائحاً مجهولاً في عيونِ من تحبُّ،
تخسرُ هوية الانتماء،
تحملُ زادكَ إلى رصيف الغربة،
حيثُ تلتقطُ العصافيرُ المهاجرة فتات تنهداتكَ...
أنتَ أنتَ حيث لا انتماءَ حقيقيًّا،
تعقصُكَ برودةُ "الأوفياء"،
تصيرُ مجهولاً بين عناوين الهاتف، والـ"إيمايل"، وحتى رنّات الخليوي،
تصيرُ أنتَ يومَ كنتَ كل شيءٍ،
لا شيئَ...
تفقدُ حتى في الشارع الضيّق - حيثُ تقيم،
أو حيثُ تعمل،
أو حيثُ يطوفُ بكَ الهوى-،
ذرّاتِ وجودكَ،
أنتَ أو لا أحد،
هكذا يتجاهلكَ كلُّ من قال: "إنّه يحبُّكَ"،
لأن أحدًا ما عادَ يفقهُ معنى الحبّ...
توقّفْ،
هل حقيقةً فقدتَ من تُحبّ؟
أم الآخرون أدهشوكَ فوق خشبة المسرح،
فالتبسَ عليك؟


ميشال مرقص

هناك تعليق واحد:

  1. أنْ تفقدَ ما أنتَ عليه،
    يعني أنك تغترب عن ذاتكَ،
    أن تصيرَ سائحاً مجهولاً في عيونِ من تحبُّ،
    تخسرُ هوية الانتماء،

    ردحذف