الأربعاء، 17 أغسطس 2016

لا حبقَ ينبتُ بين نهديكِ وعناقي...


لا حبقَ ينبتُ بين نهديكِ وعناقي...


                                                 Joseph Désiré Court 1798-1865


لمْ نعُدْ نملكُ وجوهنا،
تعَرَّتْ الريحُ فوقَ طحالبِ الزمنِ،
وارتحلَ
أنينُ العشقِ إلى مساماتِ مرآةٍ
تُزنّرها آهاتُ الغفلةِ...

لمْ نعدْ نرتكبُ معاصي الشغفِ،
الثمرةُ العالقةُ
في شهوةِ التلاقي المحمومِ...

وحدها مهاراتُ اللهفةِ
تنسجُ لكِ ممالكَ من حنين دافئ،
لألتقطَ أنفاسَكِ الهاربةِ
إلى بوحِ جلدي العتيق...

لا أجدُ في مساكبِ عشقي
منابتَ للنرجسِ العاري على كتفي الانتظار،
الكلمةُ تغتالُ البُرهةَ المسكونةَ بالشغفِ...
ألتحفُ همسَ جفونِكِ
لأشتاقَ إلى ولعِك يهدرُ في تجاعيدِ الاشتياق...

لم نعدْ نتعرّفُ إلى وجوهنا
صرنا تُحفًا في قصائد الغزل والتشبيب،
لا جسوَر تعبرُ زنودنا،
لا حبقَ ينبتُ بين نهديكِ وعناقي...
هكذا تتفكّكُ تحصيناتُ البوحِ
إلى مجامرَ
نُحرّكُ رمادَها الدافئ...

تعالي...
لا تُفكّكي حسراتِ الرغبةِ
عن لوحاتِ الكبرياء المجروحِ بالعتمة...

إرحلي إلى أبوابِ اشتياقي...

فأنا مثلُكِ
أغرقُ في قصائد الشعرِ
وأختبئُ في مرايا الكلماتِ الغائصةِ
وراء كنوزِ الاحتراق...

لكلًّ منّا رمادهُ...

لكلٍّ منّا جوهرُ اللونِ في خدرِ اللونِ الباهتِ...

لكلٍّ منّا خوفه...

لكلٍّ منّا حسرةٌ تختبئ وراء ابتسامةٍ/
يلفّها صمتٌ إلى مجهولٍ
ينتحرُ بهدوء الغفلة...

أعبري إليَّ...
ففي مواطنِ الصقيعٍ تلتهبُ حممُ البراكين...

خذي بصهارةِ حبّي لكِ/
ولا تتخاذلي أمام الجمرِ المتّقدِ عندَ أطرافِ العُمرِ...

إسبقيني إلى ذاتي...

ولا تنسي
قصائد عشقي لكِ...

ميشال مرقص


15 آذار 2016 

هناك تعليق واحد:


  1. لكلٍّ منّا خوفه...

    لكلٍّ منّا حسرةٌ تختبئ وراء ابتسامةٍ/
    يلفّها صمتٌ إلى مجهولٍ

    ردحذف