الأحد، 21 أغسطس 2016

تعالي نغمرُ الريحَ ونجلو المطرَ ونغسلُ الماء...

تعالي نغمرُ الريحَ  ونجلو المطرَ
ونغسلُ الماء...
 
                    كارباتي جوزيف (بودابست 1958-؟)



لنغسلَ المطرَ...
للماء نكهةُ الرشفةِ الأولى،
لنغسلَ الماءَ
صارتِ الدموعُ ملحًا/
صارَ الهوسُ إرجوانًا راقصًا
في خُيلاءِ الأحلامِ الرخيصةِ...

هاتي
نجلو انفاسنا من عباءةِ اللُهاثِ المحموم،
أكادُ
ألتمسُ ضرعَ الحكايةِ البائتةِ...

محمومانِ/
بلا ريشٍ يُدفئ جناحي الهمسة،
بلا
التباسٍ محرورٍ
تحتَ سقف قبلة...

نتجاورُ
بلا حوارٍ/
كأنّ السنواتِ تُمطرُ حنينًا مكبوتًا،
كأنّما
الشهوةُ تتعانقُ مع ذاتها/
تلدُ مرارتها
تتمخّضُ بالدلعِ المسكونِ بسحرٍ أسود...

هاتي
نُفتّقُ شرنقةَ الوعدِ لنُبصرَ وهمَ التلاقي...

الفراشاتُ
تكسو أجنحتها
بملامسِ العريِ...
عُريكِ المسكوبِ في بيادرِ النعسِ
المتخاذلِ
أمام نسائم الضوء الباهتِ...

هاتي
نُعدُّ سنواتٍ أمهلتها التوبةُ/
هاتي
نحجرُ على ذاتنا في إصلاحيّة اللعنة...

لنّمجّدَ
المطرَ الجامدَ في المآقي...

صار الدمعُ ملحًا...

تعالي نغسلُ المطرَ
ونطهّرُ الماءَ...

أحلامنا عَكِرةٌ...

ضلوعنا
 نسيتْ كيف تنتشي بالغبطة...

تتكوّرُ ضلوعنا
إلى هباء...
تتعانقُ هنيهاتُ الصقيعِ/
لأننا
أنا وأنتِ
فقدنا متعةَ المتعة...

هرمتْ أحلامنا
شاختْ خطايانا،
فانفضي الهوسَ المجنونَ
واغبطي فرحَ الأيامِ...
فالشهوةُ لا تنفرُ من تجاعيد البدنِ...

تعالي نغمرُ الريح
ونجلو المطرَ
ونغسلُ الماء...

ماؤكِ عطرُ الليمون
ونُكهةُ الورد...

ميشال مرقص

29 تموز 2016


هناك تعليق واحد:

  1. نتجاورُ
    بلا حوارٍ/
    كأنّ السنواتِ تُمطرُ حنينًا مكبوتًا،

    ردحذف