الاثنين، 15 أغسطس 2016

هاتي لنا ليلاً مقطوعًا من غابةِ اللذّةِ

هاتي
لنا ليلاً مقطوعًا من غابةِ اللذّةِ
 
                 ألبير بيسنار (1849 – 1934)


الزمنُ أنْ يأتي مقلوبًا
على حافّةِ الهواء...

أن ينتعلَ حذاء الفراسخ السبعة...

ويقفز في حضنِ البهلوان...

أنْ ينعتقَ منْ صَدَفةِ اللعنةِ...
ويسرحَ
على جِدارِ الإعياءِ...

كيفَ يسحرُ الضوءُ
سمكةً تعلقُ في حيرةٍ...

كيفَ
يرتسمُ حجمُ الألوانِ في مسيرةِ النظرِ نحوَ بؤبؤ العينِ؟

اللونُ
يُتيحُ بينَ جدائلهِ فراغاتٍ عتماءَ...
يرتقُها مدى هذيانِ الخلايا ببحيراتِ السرابِ/
الهاربِ في مسامِ الوهمِ...

إعتقيني
من زمني العابثِ على أبوابِ العمرِ...
فأنا
أغزلُ فرحَ اللحظاتِ ...
وأعبرُ شهوةَ الألوانِ الخادعةِ لملاءةِ الرغباتِ...

هاتي
لنلتقي في عُربِ الضوءِ ...
حيثُ تُسافرُ احلامُ الخيالاتِ/
وراءَ شهواتِ المسافاتِ الغارقةِ في طواحين القياسات...

هاتي
لنا ليلاً مقطوعًا من غابةِ اللذّةِ/
فالكؤوسُ المُترعةُ
بشرابِ الآلهةِ/
تدفنُ حواشي الشفاهِ
في قُبلٍ مسعورةٍ ...

لمْ تَعُدْ للحُبابِ المتصاعدِ
نُكهةُ ليمونٍ يحترق...

العطورُ
ترسمُ للنبيذِ حضاراتِ الأفاويه المشبوبةِ
بأنفاسِ الشهقةِ...

تعالي
لنُقفلَ على الزمنِ الأرعنِ... بوابّاتِ الصخبِ...

إختبئي
في رحمِ الكأسِ
لأنالَ منكِ شهواتِ الحطبِ العاشقِ للاحتراق...

إستعيدي 
هروبَ الزمنِ الغافي في رُدهةِ العدمِ...

شُقّي رداءَ المعرفة
حيثُ تزني حروفُ المعصيةِ/
ولا تطالُ الشهوةُ ثمارَ العينِ...

أقلبي ظهرَ النُعاسِ
على بطنهِ...

خذيني
لألتحمَ بكِ...

لأذوبَ حيثُ تُعلّقينَ
ذنوبَ الموتِ...

أخشى أن تنسابَ أفاعي الملذّاتِ/
ويرتعشُ بطنُكِ
مثلَ نبضِ الشهوةِ

...

هوذا الزمنُ يغصبُ عُريهُ/
فلا ينبتُ في صحرائي
سوى مطرُ الدهشة...

...

إلتقطي قمرًا\
لأبوحَ لكِ
بسرٍّ...

...

كمْ أنتِ
شهوةُ رغبة!

( مختارات من "أقبضُ على حُلمٍ يُسافر")

ميشال  مرقص    

15/4/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق