الجمعة، 12 مايو 2017

لمْ يعدْ جلدي يتسعُ لحضوركِ في أعماقي...


لمْ يعدْ جلدي يتسعُ لحضوركِ في أعماقي...


                                                    Frederick Leighton (1830-1895)


يكادُ يجفُّ ريقي/
لا تتعبي من تناوبِ القُبلِ...
يرتجفُ نسغُ اللسانٍ
كأنْ
تذوبينَ في ومضاتِ الرقّةِ
لاحتلالِ كياني...

استمرّي
في شهوةِ التعاطفِ/
فأنسحبُ إلى عُربِ اللدغةِ المشبوبةِ
باحترارِ الأنفاسِ...
واغرقي في وشمِ أحاسيسي/
فلا أفيقُ من رحلتي عبرَ توافدِ كرياتِ الدمِ/
إلى عروقِ وجهي...

ها أنتِ/
وهُتافُ أوعيةِ الشهوةِ
تتفتحينَ بين ذراعيّ/
مثلَ وجعِ أوركيديه/
يدمغُ بياض لؤلؤها باحمرارِ دمعةِ الشوقِ...

تناوبي/
بجلدِ عواطفي/
لمْ يعدْ جلدي يتسعُ لحضوركِ في أعماقي...
أهتفُ إلى ذاتي/
أدعوكِ/
فأنتِ منّي كشهقةِ برقٍ تقضُّ امتلائي بكِ/
ومضةً ومضةً
أتناولُكِ/
فلا يُقاسُ سِحرُ الخمرِ
بنبيذِ أنوثتِكِ...
فتعبرينَ إلى ومضاتِ كياني/
لأنني أحملُ إليكِ سنينَ العُمرِ/
وأهراماتِ الشوق المجبولِ بعاطفتي المشبوبة!
فلا تستريحي من ذوبان لُهاثِكِ في مجاهلي رئتيَّ...
لأننا نعرفُ أنّ الغرقَ نشوةُ سُكرٍ
لأنَّ الهذيانَ يُصيبنا بدُوارِ الرغبةِ...
لأنّنا/
لا نكتفي بوجودٍ واحدٍ...
لتكنْ لنا مسافاتٌ في أكوانٍ متلاحقةٍ/
فلا أنفصلُ عن شفتيكِ/
ولا تغتربينَ عن قارّاتِ اشتياقي
وبحارِ حلولكِ في ذاتي...

ميشال مرقص

3 نوار 2017


هناك تعليق واحد: