الجمعة، 15 يونيو 2012

جاسوسُ الرحيلِ مشوّه


جاسوسُ الرحيلِ مشوّه

                         "ذاتُ الشمس الزرقاء" (1946) – الكندي ألفريد  بيللين (1906-1988)

أزرقُ جبينُ الشمسِ،
عقّمَهُ حِصانُ الأبديّة،
لِجَناحَيْ عَتْمَةٍ حَبِلَتْ بالخلِّ...
أربعُ بَجعاتٍ رَحَلْنَ،
نحو بُحَيرة الشُعاع،
حَيْثُ تَنْتحرُ عصافيرُ الكلماتِ،
والصمْتُ يُشوّهُ الحدودَ.

أربعُ بجعاتٍ،
وانتَهَتْ صلاةُ الأفقِ،
هذا الحَرْفُ المشوّهُ،
يُمَزّقُ أضلُعَ الجزيرةَ.

بعيدًا قادني القطارُ،
وخَنَقَ ضِفافَ الشهوةِ،
فالصَمْتُ يُجْهِضُ الريحَ،
وجاسوسُ الرحيلِ مشوّهٌ.

***

أيُّها الأيّلُ،
تتكسّرُ ضلوعُ الدموعِ،
تتحطّمُ قيودُ الرمادِ،
هكذا أَصْدافُ القاعِ،
ملوّنَةُ الساقينِ،
يَلْعنُها عنكبوتٌ أسودْ.
ينسُجُ بَيْتَه في الهواء،
في قشورِ السنديانِ،
يَختَبئُ...

وأَنْتَ،
تعبدُكَ غاباتُ الزمنِ،
تتأَبَّطُ ذراعَ الغمامِ،
وتحزمُ أَمْتِعةَ الشفاهِ،
إلى بَلَدِكَ الشماليَّ...

معَ البجعاتِ الأربعِ ترحلُ،
تمرُّ بنافذةٍ، بنافذتينِ،
من دون توقفٍـ،
تَطْعَنُ الانتباهَ.

مرَرتُ بنافذةٍ...
ثمَّ توقفتُ عندَ قنطرتي خيزران،
من دون اهتمامِ،
زعمتُها النافذةَ الأولى.

وتوقفتُ ثانيةً
في جحيمِ الذاكرةِ...

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق