الخميس، 21 يونيو 2012

أنتِ والبحرُ


أنتِ والبحرُ

                      الصورة من موقع    Option Bonheur

هل يرتوي منكِ البحرُ يا صديقتي،
أم يعتريه مثلُ ما بي من عطشٍ إليكِ،
إلى حضوركِ،
مثلُ عطشِ الصلاةِ إلى الإيمان،
والشعرِ إلى اللحن،
إلى القيثارةِ والناي.

لا أدري يا جميلتي،
كيف تستحمُّ الأمواجُ في شفافيتكِ،
كيفَ تسرقُ منكِ نقاوة الملامح،
ونعومةَ الأنوثة،
وانسياب العواطفِ الهادئة،
في خزائنِ شِعَابِكِ المرجانية.

أنقلكِ في عينيّ يا جميلتي،
إلى مساحاتِ الضوء،
إلى مسافات البحارِ اللؤلؤية،
إلى أصدافِ البحرِ، أحملُ من عينيكِ لؤلؤها الأسود،
أحملُ إلى مرجانها أحلامَ صوتكِ،
أحملُ إلى ينابيعها
لونَ نهديكِ،
وتعابيرَ الجسدِ يغنجُ مع سحرِ الحورياتِ في البحارِ البعيدة.


أنقلكِ يا جميلتي،
إلى حدائق النورِ،
إلى أحلام الحريرِ...
أنعتقُ في حضوركِ من عبودية الجسد،
أصيرُ الحريّة،
تصيرينَ ملاعب البوح والعشقِ والاشتياق،
وأساطير زقزقة العصافير،
وكنّّارة الملائكة.

يا جميلتي،
يرتحلُ ضوء النهارِ إليكِ،
يرتحلُ نسيم المساء ليغسلَ رجليكِ،
تصيرُ طقوسُ الابتهاج أحلامًا للعرائس،
تصيرُ طريقُ الشمس عنوانًا للشروق.

كلّما ارتحلَ يومُ المسافاتِ،
نصيرُ ذكرى في روزنامة  القصائد،
نعاتبُ الكلامَ الجميلَ،
نقرأُ رسائل عاشقة،
نمحو فاصلة،
نكتبُ كلمةً نسينا أن نكتبها...
هكذا يصيرُ القلقُ،
فنجان قهوةٍ،
نستطلعُ فيه وجه من نحب،
أو تنبؤات منجمين تتحدّثُ
إلاّ عمّا نريد.

سلامٌ يا جميلتي،
سلامٌ سلامٌ،
واطمئنانٌ لعينيكِ الجميلتين،
ينامان مثلَ ملاكين،
بين قصائدي،
وفوق سرير أحلامي...


ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق