الأربعاء، 30 مايو 2012

لو كنتُ أيّها الأحبّاء...

لو كنتُ أيّها الأحبّاء...


إلى من يُستشهدُ ...أو يُهمّشُ من الشباب
في عمرِ المراهقة ... إلى الأحباء الصغار،
إلى الذين يعشقون الأطفال ... الملائكة الأطفال...
إلى الكبار الجهلة ... الحكّام البرابرة...
كيف يذبحونَ الصغار...
حكايةُ نُبلٍ ... وعاطفة ...
مشهدٌ من وداعٍ ظرفي...
م.م.

لو كنتُ أيّها الأحبّاءْ
أعلمُ أنَّ الحُلمَ يمضي كالعطاءْ،
وأنّني سَأَرحلُ كموسمِ الشتاءْ،
كالمطرِ الحالمِ بالصحراءْ.
لوْ كنتُ أعرفُ ألوانَ الاشتياقْ،
وغربةَ النسيانْ،
لكنتُ من زمانْ،
يا أصدقائي،
ألهو بالطلاقْ...

***

أعرفُ أيُّها الأصدقاءْ،
أنني – في مهنتي – أرهقتُكُمْ
"بالمُبْتدا والخبرْ،
باسمِ ليسِ، أنَّ، وكانْ،
بالحالِ والتمييزِ والمَصْدَرْ،
بأفعلِ التفضيلِ والإغراءْ...
أعرفُ أيها الأصدقاءْ،
كمْ مرّةٍ كانَ النداءْ،
أسطورةَ الهُتافِ
في العراءْ...
كمْ مرّةٍ أرهَقّتُكُمْ
بالجرِّ والمًضافْ
والحَصْرِ والتبديلِ والنعوت والإعجابْ...
بجُملِ الإنشاءْ
والإعرابْ"...

***

لكنّكم يا أصدقائي تذكرونْ،
أريدُكُمْ أنْ تذكروا،
بأنّني ارتعشتُ فيكمْ كالإيمانْ،
أحْبَبْتُكُمْ كما ولا إنسانْ...
زُرِعْتُ في أنفاسِكم،
شَرَّشْتُ في آهاتِكُمْ،
زَلْزَلْتُ فيكم نُطفةَ الخيالْ،
 زَوْبَعْتُكمْ كغَضْبَةِ البركانْ...
يا – إخوتي-
يا منْ رأَيْتُ في عيونِكم،
براءةَ ... الشُجعانْ،
أحْبَْتُكمْ،
لا تسألوني كيفَ يُعْبَدُ الإله؟
وتَرْتَمي فوقَ شفاهي – الآه؟
أحبَبْتُكُمْ بكلِّ ما عندي من المشاعرِ،
بكلِّ اندفاعي الثائرِ،
أحبَبْتُكمْ،
كيفَ يُعبَدُ الإلهُ كلَّ آن؟
كشَهوَةِ القدِّيسِ في حرارةِ الصلاة والإيمانْ...

***

سأرحلُ..
بدونِ أنْ أُلقي عليكم الوداعْ،
لأنني مشتّتُ الطريق والأفكارْ،
لأنَّ زورقي سَيُبْحِرُ مدى عيونِكُمْ،
وليسَ في أيِّ البِحارْ،
يُفتِّشُ عن مرفأٍ
ترسو بهِ أحلامُكمْ،
في مرفأٍ لوزيّةٍ أحجارُه، مرميّةٍ جُنَيْنَةُ أثْمارِهِ،
كغُرْبَةِ المحارْ...
مسافرٌ،
يا إخوتي الذينَ في عيونهم مساكبُ الأقمارْ،
لا تَحّزنوا،
يا أصدقائي، أصدقاء الليل والنهارْ.
مسافرٌ كالبحّار،
أبحثُ عن جزيرةٍ جديدةٍ،
للرفقاءِ الجُدُدِ الصغارْ،
لكنّني،
سأَذْكُرُ وجوهَكُمْ،
سأذكُرُ عيونَكُمْ مساكبَ القِمار...
سأذكُرُ أسْماءكُمْ،
عبرَ ضميرِ الغيبِ والخطابِ والتكلّمِ،
في غَمْرَةِ الأفراحِ وفي عُصارةِ التألّمِ،
لَسَوْفَ أبقى معكمْ كنجمةِ المدارْ،
ومحورِ الأرضِ ومحورِ الحِوارْ،
تذكّروا،
بأنّكمْ معي،
مدى مشاعري العميقةِ القرارْ،
قصيدةً، أنشودةً منْ نارْ،
يا أخوتي،
يا أصدقائي،
يا أحبّائي،
أنا أَحْبَبْتُكُمْ،
بمثلِ ما يَعْشقُ أعمى،
أنْ يرى وجهَ النهارْ..

ميشال مرقص





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق