الاثنين، 28 مايو 2012

بلادي امراةٌ عاقر

بلادي امراةٌ عاقر


The Lady of Shalott - لوحة زيتية للرسام جون وليم ووترهاوس (1849 – 1917) مستوحاة من قصيدة اللورد البريطاني ألفرد تينيسون تحملُ العنوان ذاته – عن إمرأة وجدت في حصنٍ بلا سبب وحكمت عليها جنّيةٌ بألا ترى سوى ما تعكسهُ مرايا من الجليد – للوحة 3 نسخ – 1888 -1894 -1916


أبحثُ عن إمرأةِ الرحيلِ،
أبحثُ عن عينينِ جائعتين.
قرابيني زادُ الطحالبِ،
ورحمُ المسامِ – اختنقَ.

ألّعَنُ حذائي الذي داسَ بَطْنَ الشمس،
وأكرَهُ وجوديَ المسمّرَ.
أرتحِلُ صوبَ بيادرِ القحطِ،
وسلامُ اللعنةِ حزامي.
مِنْ سجني خرَجتُ إلى سجنِ بلادي،
تلكَ المرأةُ العاقر،
منافذُها ضيِّقةُ التاريخ،
وحدودُها تخنقُ الأنفاسَ.
توسَّدْتُ فخذيها،
ونَقَعتُ إبهامَ رِجلي في ثدييها،
فلمْ يَلِدْ رَحمُها،
ولا انزلَقَتْ شفاهي،
فوقَ براءتِها...

***

عنكبوتٌ صاعدي،
وامرَأةُ الرحيلِ تُعشّشُ في مسامي،
أتدَحْرَجُ على بطنِها،
شبقُها يشدُّ حواسَ أنفي،
لكنّها امرأةٌ مرذولةٌ،
مطرودةٌ بلادي في ملامسها،
ومثل الزانيةِ،
يسْقطُ عليها حَجَرٌ...
فتُسْدَلُ شعرَ المجدليةِ،
وتُضمّخُ دنسها بالطيب.

***

لا تلعنوني يا أبناءَ الرحمِ،
أنا وُلِدْتُ مثلكم،
لكنَّ بلادي امرأةٌ عاقر،
وأنا أكرَهُ وجودي المُسمّرَ.
لقد ضاجَعتُ الريحَ والمياه،
ضاجعتُ جُثثَ الأحياء،
خَبِرْتُ نساء الملوكِ والحكّام،
واشتهيتُ فلسَ الأرملةِ،
فطعمُهنَّ طعمُ بلادي...
حدودهنَّ حدودُها،
ضيّقةٌ منافسُ الرئتين،
يغشينَ عندَ أول ارتعاشة،
ويتصاعدُ بخورُ النتنِ من أفواهِهنَّ...

***
جميلةٌ بلادي العاقر،
رحمُها قاحلٌ،
تشتهي بطولاتٍ وهميةٍ،
وتستفيقُ من كابوسٍ رهيب.

***

يا عذارى بلادي،
أشتهي إمرأةَ الرحيلِ،
فبطنُها مملوءٌ ذَهبًا،
وعيناها رغيفانِ جائعتان...
أنْهَضُ من تحتِ إبطِها،
وأستَحمُّ بعرقِها،
رائحتُها كالنعناع،
وزنبقٌ ساقيةُ جِنسها...
تمنحني أنوثتَها،
تمنحني براءتها،
وتقتلِعُني من بلادي،
من وجوديَ المسمّر...

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق