السبت، 26 مايو 2012

لا أحبُّ معكِ النهايات

لا أحبُّ معكِ النهايات

                        بيار أوغست رينوار  - زيتية - 1910

يا سيّدتي، لا أحبُّ معكِ النهايات،
بل أنا احبُّ البدايات،
أحبُّ أن أبقى معكِ في الفصل الأول من رواية العشّاق،
وفي الصفحةَ الأولى على طريق الحب،
وفي الحروفِ الأولى من اسمكِ.

تعرفينَ يا سيّدتي،
أن البدايات تسعى دائمًا لتزيد،
تسعى دائمًا لتنمو،
تسعى دائمًا إلى وضع النقطة الأخيرة من الرواية.

لكن أنا، يا سيّدتي،
أحبُّ أن أمتلئ منك كلَّ يوم،
أن أمتلئ من شعوركِ وأحاسيسك ونبضكِ وفوح أنوثتكِ.

كلَّ يومٍ، يا سيّدتي،
أريدُ أن أمتلئ منكِ،
ولا أرتوي،
أريد أن أستزيدَ منكِ،
وأبقى كالصحراء لا ترويني غيرُ ينابيع جنسكِ،
وأبقى شرهًا إلى حبّكِ،
لا يوقفني عنه شيءٌ،
إلا تغييرُ مجاري أنهاركِ،
إلى أقنيةٍ،
لصحاري لفحتها رمالُ القهرِ نحوكِ.

لا تعتقدي، يا سيّدتي،
أنَ غضبكِ يُزعجني،
إنَّه تعبيرٌ منكِ،

في كتابات السماء، يا حبيبتي،
تنزلُ الآياتُ على الأنبياء،
في كتبات الأنبياء تصيرينَ أنتِ معراجي إلى مخابئ عواطفكِ،
وإسرائي إلى دلال خصركِ،
وحلولِ جوهرِ جنسكِ في أعماقِ أعماقِ حبي.

لا تحملي، يا سيّدتي، وشاحَ الإبحارِ في مراكبِ لا تحملً أشرعتي،
فأنا لي فيكِ موانئ يجهلها البحّارةُ الآخرون،
فأنّى وجّهتُ سفني كنتِ أنتِ،
في كلِّ مسالكِ حياتي،
من شروقي إلى أحلامي،
ومن ارتحالي في شرودِ الذهنِ،
أكونُ متنقلاً إلى مشارب ينابيعك
وفيء أنوثتكِ اللذيذ.

كلّما فرحتْ السماءُ، يا حبيبتي،
أعرفُ أنّكِ،
أرسلتِ باقةً من أغمار عواطفكِ،
وكتبتِ في صفحة يدكِ،
أُحِبُكََ…
وأنا أحبّكِ.


ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق