الخميس، 10 مايو 2012

آخُكِ ... وطنٌ للأشواك


 آخُكِ ... وطنٌ للأشواك


في مهرجانِ الفرحِ ننسى الآخ،
تصيرُ آلامنا
أغنيةً رقيقة المشاعر،
تصيرُ هزيجًا داخليًا مكابرًا،
وقدَرًا خافِتَ البُحّة في أوتارنا الصوتية.

لكنّ الحزنَ ، يا سيّدتي، يُفرّخ الألم،
يزيدُ أوجاعنا،
يبحثُ في أحشائنا،
عن آخٍ،
عن آهةٍ،
عن وجعٍ مخفيٍّ متردّدٍ،
وعن وطنٍ للأشواكِ والأسياخِ الممعنة في تجريحِ أحلامنا.

كلّما شهقتِ الآخ،
جاءتِ الطعنةُ، في مجامرِ قلبي،
وتمسّكت بي،
ورمت جذورها في أعماقي.

آخُكِ،
زهرةُ شوكٍ،
أتحسّسُ أعصابي بها،
أتمنّى،
أن أحملها،
أتمنّى أن تصيرَ لي،
لأشارككِ بها،
لأخفّفَ إمعانَ توجيعها لكِ،
لتصيري أنتِ فراشةً،
تطيرينَ في فضاء آلامي كالملائكة.

للألم، يا حبيبتي، روزنامةٌ،
غيرُ روزنامةِ الحبّ،

الحبُّ يبقى على مواعيد التلاقي،
والألمُ يلغيها.
يتركها حُرقةً في القلبِ،
يصيّرها حلمًا،
مستحيلَ التحقيق....

يكبرُ الألمُ،
كلّما تناسينا أنَّ هناك من يستحقُّنا،
أن هناكَ من ينتظرُنا،
أن الحياةَ تُخبّئُ لنا دائمًا،
ملائكةَ حبٍّ يشعرون بمرورنا في مساماتِ بعضنا،
وبارتعاشنا في أعصابِ بعضنا،
وبألمنا، في الحياةِ، أن تُغلقَ الأبوابُ والنوافذُ دونَ عناقنا ....


إنَّ حقائبَ الألم،
تحملُ محطاتٍ للانتظار،
تجعلُ ممن يُحبّنا،
زورقًا في متاهةِ اللوعةِ والحزنِ،
لأننا نعجزُ،
عن حمل الألمِ عنه.

ميشال مرقص

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق