السبت، 12 نوفمبر 2011

عرشُ الصمت

عرشُ الصمت..


 إمرأة الفجر -(؟؟؟)

تنازلي، يا سيّدتي، عن عرش الصمتِ،
وامسحي ملامس رجليكِ بأهداب النعاس،
فأنا خنقتُ ارتعاشاتِ صوتي،
وانحنيتُ أمام "جلالة الملكة"،
في خِشْيّةِ العاشقِ
ولهفةِ العتمة إلى الضوءْ.

أشتهي، يا سيّدتي،
أن أنسجّ لكِ من شفتيَّ قميصًا،
ومن رغباتي، غُلالةً،
وأَحْبُكَ أصابعي زنّارًا لخصركِ،
وزنْدَيَّ،
أرجوحةَ الأحلامِ والعبورِ ،
إلى ارتواءِ الأشواقِ من ينابيع أنوثتكِ.

أهيمُ بكِ، يا سيّدتي،
أهيمُ إلى ربوعِ خصبكِ،
إلى النسيمِ العالقِ فوق وجنتيكِ،
إلى إشراقةِ الفراشاتِ فوق شفتيكِ،
والانخطافِ في حدائقِ وهجكِ،
كلّما،
تلاقتِ ثواني العناق،
وتلاشت لمساتكِ السحرية.

عاشقٌ أنا لكِ،
لا أعرفُ كيف تنبتُ براعمُ الاطمئنانِ،
عندما تبتسمين،
وأجهلُ،
كيفَ تصيرُ حدائق عواطفي،
بوحًا دافقًا،
وقيثارةً للأميرةِ الجالسة فوق عرش الصمت.

ينبتُ لنا العشقُ، يا سيّدتي،
حيثُ لا ننتظره،
يحوّلنا إلى مراهقين حكماء،
يحبسنا في قمقم الآخر،
يصيرُ الآخرُ فينا "ماردًا" مرصودًا على اسم حبيبه،
يخبّئنا العشقُ، يا سيّدتي، تحت خيمته،
يفرشُ لنا عباءته،
وينتشلنا إلى حيثُ تنبتُ لنا أجنحةُ الضوء،
وشفافية الملائكة.

العشقُ، هو العشقُ الدائمُ ،
لا يعرفُ القنوط،
ولا يجري في أقنيةِ اليأس،
ولا يستعينُ بعكّازٍ عندما نشيخ،
إنّه العشقُ، يا سيّدتي،
ينتظرنا عند محطات الحياة،
فنشيحُ بوجهنا كي لا نراه،
وعندما يحينُ الرحيلُ،
نلوّح بمناديلَ بيضاء،
إشارةً للوداع.....
ونهدمَ جسور العبور...

في عينيكِ، يا سيّدتي،
لونُ العشقِ الخائف،
وفي شفتيكِ ابتهالُ الرغبة،
وكلّما تمازجت أشعّةُ أنوثتكِ،
كان الارتياحُ إلى عشقكِ،
وليمةً للمتعةِ المحظورة.

أجهلُُ، يا سيّدتي،
كيفَ نلتقي دائمًا عند محطاتِ الفراق،
كلُّ محطةٍ تعاكسُ وجهة الرياح،
ومع أنني تعلّمتُ "أن أهندس أشرعة سفينة باتجاه الرياح"،
فإنّ بحور أنوثتكِ،
أخفت منائر الموانئ،
ليبقى الإبحارُ إليكِ،
طقسٍا ملوكيًا،
لا ينتهي،
في بحر أنوثتكِ الهادئ،
وصمتِ بوحكِ العميق....

                           ميشال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق