الخميس، 3 نوفمبر 2011

دفء

دفء



يحلمُ  الشتاءُ بلمسةِ دفءٍ،
ويُعكّزُ الصقيعُ فوقَ أعمدةِ الحلمِ...
فيفتحُ برعمَ الثلجِ،
عناوينَ لصحفِ الطبيعة وكتبِ الرومانسية الخائفة من مساحاتِ الجفاف..

أصبحتْ فصولُ الطبيعةِ منسيةً وراءَ مسرح الانفعالات المناخية،
تنسجُ فساتينها من التاريخِ.
أهمَلَتْها دورةُ الشمسِ،
وكتبت على ملفاتها: "للحفظ"...

أمسِ،
أعلنتْ الشمسُ أنها تُغلقُ أبوابها ونوافذها،
وتستجمعُ أشعتها خلفَ ستارِ المسرح،
تسترجعُ ذكرياتِ،
زخاتِ المطرِ تجاه قناطرِ الرغبة،
حيثُ تكتبُ المدينةُ عجقتها،
وتتطايرُ المظلاتُ كلما عصفتْ ريح....

وتحتَ القناطرِ... أنثى تطوي مظلتها وتبتسمُ،
وترسمُ خطواتها الأميرية،
يعبقُ منها دلالُ الصمتِ المطبقِ على جفونِ الحلمِ.

أنتِ يا سيّدتي،
ملكةُ الفصولِ،
تبعثينَ الحياةَ، كلّما قطفَتْ روزنامةُ العمرِ خيطَا من الحياة...
وتبقينَ،
عنوان الفصولِ،
مهما اختلفتِ لوحاتُها.
تبقينَ نسيمَ الحبِّ الخائفِ من الاختناق،
كلّما ازدادَ تصحّرُ العواطف،
وجفّتْ ضروعُ الكلمات،
لتختبئ وراء الزَّيَفِ،
وتُزرِّرَ قميصَ الرياء....

أخسرُ يا سيّدتي، مع بدءِ الفصلِ،
أن أراقبَ خطواتكِ الأميرية،
تحتَ مظلّةِ عواطفي...
لكنَّ الشتاء يُعيدنا إلى "نوستالجيا" دفاترِ عواطفنا...

فامطري أيتها العاشقةُ براعمَ الافتتانِ،
لأنَّ الخصبَ يستوطنُ حيثُ تمرُّ قدماكِ،
وترسمُ مشيتُكِ،
إطارًا لقصيدة....
أو... لـ"صلاة"...
يرتجيها "عاشقٌ" غلّفتهُ سكينةُ الوحشة...

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق