الأحد، 18 سبتمبر 2011

إبحارٌ في عُري المسافة

امرأة ... مركب ... قناع وكمان...



يختزلُ الزمنُ عُريَ المسافة،
عندما تلوحُ
ابتسامةُ عينيكِ،
في هدوء الابتعادِ والخِشيةِ،
فتلوحينَ كالزئبقِ العصيِّ على اللمسِ.

مثلكِ يؤخذُ بالعينِ،
وبأعماقِ اللهفةِ،
نُعاسًا أو خَدَرًا أو سُكْرًا ناعمًا في العروقِ والشرايين حتى الانعتاقِ من الذات.

لا أعرفُ أبجديةَ حروفكِ،
ولا نغماتها أو فواصلها أو منمنماتها.
فأمامكِ يصيرُ الشِعرُ لغةً متحفّزةً للبوحِ،
خائفةً أن تنسكبَ في كأسِ عذوبتكِ،
فتتلاقيانِ شِعْرًا وعذوبةً.


إلى مثلكِ،
تفرحُ الحواسُ في مهرجانِ،
وتقفُ، خائفةً، عاجزةً عن التعبير.
بكِ، يطيبُ الانسحاق في أنوثتكِ الخفيّة،
تلك تفتحُ براعمَ البوَحِ،
وتُبْحِرُ في أشرعة المتعةِ،
تحمِلُ شِعابِ المرجان،
والثمار الاستوائيةِ الدافئة،
ولها يُحرقُ بخورُ الطقوس،
لأنكِ تغرقينَ في ضجيج الأنوثةِ الطاغية، رغمِ البراءة!

عندما يبتسمُ خصرُكِ
في شهقةِ الوردِ الأبيض،
وتُطلُّ باقاتِ الرموزِ من نوافذِ الرغبة،
يجفُّ نَسْغُ العروقِ،
تصيرُ الظنونُ غمارَ وردٍ وزهرٍ،
 وبوحًا عميقًا
أمام لؤلؤكِ الكامنِ،
وسهولِ خصبِك.

لا أجروءُ،
أن احملَ إليكِ ما تحتويهِ سفني،
أنا البحّارُ ،
الآتي من مرافئ الخمرِ العتيقِ، والقمحِ الأسمر، واللوز والطيبِ والعنبِ،
لا أجروء أن أضعَ أمامكِ،
حمولةَ العسلِ والبخور والطيوب والعنبر والعطور،
لا أجروء أيتها الجميلة،
أن أُنْزِلَ من مراكبي كتب الشعرِ،
وأساطيرَ الجنيّاتِ العذارى الساكناتِ خلف بحار الرغبةِ،
ولا أن ...

فكلُّ ما حملت مراكبي من موانئ العمرِ،
مرصودٌ فيكِ،
مكتوبٌ رصدُه في عُرْيكِ،
مُزدحمٌ في خزائنِ أنوثتكِ،
أيتها الأنثى المرصودةِ على أناشيد الحبِّ.


                     ميشال

                          

  

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق