الجمعة، 9 سبتمبر 2011

العتمة

عندما تنشرُ العتمةُ فضاءها،
تمحو المسافات،
تغتالُ الفوارقَ بين الأحجام،
وتساوي بين الفضاء والماء.

كلُّ شيء في العتمةِ يصيرُ إلى زوال،
تتقلّص الفوارقُ،
وتنغمسُ أطراف أصابعنا في كهوفِ الذات.

في العتمةِ يا صديقتي،
تبقى الأحاسيسُ والعواطفُ فوق الزوال،
وأبعد من المسافات والأحجام المختفية،
تبقى الآهاتُ والتأوّهاتُ مسافة الضوء إلى القنوط واليأس،
وحدها ذرّاتُ الضوء تخترقُ العتمة،
وحدها القلوب تنيرُ الظلمات‘
وأنتِ محور الشروق الدائم.

عندما نلبسُ العتمةَ،
تخفق قلوبنا بالخشية،
تصير جوانحنا عبيرًا إلى أصدقائنا إلى من نحب،
تصير فواصلُ خفقاتنا بريدًا أسطوريًا ضائعًا بين اللافتات والعناوين،
تكون العناوين بلا ضوء،
لكنّ المشاعر لا تتوقفُ عند المحطات.

اعبرُ إليكِ في كل الفصول وألوان الطبيعة وحكايات الليل والنهار،
أعبرُ إلى زمنٍ بلا توقيتٍ،
بلا ساعاتٍ أو دقائق أو ثوانٍ،
فاختزالُ العبور إليكِ، يقفلُ شبابيك الخيال،
ويفتحُ، إلى شهيّاتِ كرومك،
نبيذَ اللحظة الحالمة.
 
****
كلّما اقتحمتْْ العتمةُ مجالاتي،
بحثتُ عنكِِ....

                              ميشال



                          "العتمة تدعوني" لوران سويتش - زيتية على قماش -  2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق