عودي إليّ من متاهةِ اللهفة
Aimé Nicolas Morot
(1850-1913)
***
تغتالنا أشواقنا/
تقبضُ على
أنفاسنا
لكي ننتصرَ عليها...
تُمالئنا
كأنّنا هررة
صغيرة ...
هررة تهربُ
من خيالها ...
يصيرُ عبقُ
أنفاسنا/
من لهاثِ من
نُحبُّ ونعشق...
تصيرُ حكاياتُ مسامنا
صحفًا يوميّةً/
نتلّمسُ حروفها
ونستطلعُ
إحداثياتها
ومغامراتها ...
نصيرُ
كمن يكتبُ على
صفحات
صباحات الأيّام/
أساطيرَ أهوائه
وشهواته...
ويعكسَ في مرآةِ
ذاته
ألغاز العشقِ
الممهورِ/
بوجعِ الشهواتِ
...
أَنْزاحُ من
طريقِكِ/
كأنني جبلٌ
دمّره بركانٌ
مجنونٌ/
أطبق عليه بكامل
صهارته/
ليحوّل إخضراره
ونباتته
وعطورِه
ووهاده وأكماته/
إلى مسافاتٍ
من عتمةِ
الهذيانِ ...
هكذا
تُطلقُ علينا
أشواقنا/
رصاصاتِ الرحمة/
لتجعلنا ننتصر
عليها/
ونقودَ أنفسنا
إلى نصرٍ واهمٍ/
أنّه تغلّب على
شتات
أحلامه ...
لا أعرفُ كيفَ
أردُّ
إلى حدقتي الحبِّ
بريقهما ...
كانتا تعكسانِ
أنوثتِكِ
المتمرّدة/
الجامحة
مثل فرسٍ برّيةٍ
تُهوشلُ في حقول
الريح ...
كان كلُّ ما
لديكِ/
يفورُ من وعائه/
يخرجُ
من تخومه...
كانتْ أنوثتُكِ
تفيضُ من بدنِكِ/
وتشتهي
نزواتِ الإمتلاء/
والإرتواء الجسدي...
بل
والغرق في فيضِ
نشوةٍ/
لا تتوقف عن فورانِ
اللهفة...
كنتِ تقولينَ
هذه شهوتي ...
وهذا انتصاري على
زيفي ...
على جمودي ...
على جدران الثلوج
المتراكمة/
في أعماقِ
الرغبة ...
إنّها أشواقنا
تُلقّننا دروسًا
صبيانيّة أحيانًا...
وأحيانًا
تُمعنُ في
تعذيبنا/
حتى ليصيرَ
التعذيبُ
فرحًا مسمومًا
في مذكّرات
العاطفة ...
يأتي الزمنُ
مشوّشَ الرؤيا...
مشوّش التفكير...
تصيرُ
حكاياتِ الأحلامِ
مراوحَ خشبيّة...
يصيرُ للمرارة
عُمقها وغلّوها
...
هل يُمكن أنْ
يعودَ
إلى لونِ العينين
بريقهما ؟
هل يُمكن أنْ
يعودَ إلى جفاف
اللسانِ
ريقه؟
هل يُمكن لبراعمَ
تشتّتتْ
وهرمت في صغرها/
أن تعودَ وتنمو
وتُزهر وتُثمر ...
عودي إليّ
من متاهةِ اللهفة/
من شرودٍ يحملُ
في طيّاتِ
قمصانِ العشقِ
المضمّخِ
بطيب أنوثتِكِ
...
بمبادرتِكِ
الهوجاء البارعة
في التغلغل
نحو أعماقِ
العاطفة ...
أعرف ...
نسيتُ أنّ كلَّ
أشواقي
كانت أهراماتٍ من
أوهامٍ...
وها هي تنتقم
منّي
لأنتصرَ عليها ...
ميشال مرقص
26
أيّار 2021
ردحذفتُطلقُ علينا أشواقنا/
رصاصاتِ الرحمة/
لتجعلنا ننتصر عليها/
ونقودَ أنفسنا
إلى نصرٍ واهمٍ/
أنّه تغلّب على شتات
أحلامه ...