الجمعة، 14 أكتوبر 2022

أنتِ المتداخلةِ في كينونتي

 أنتِ المتداخلةِ في كينونتي

 


 Diego Rodríguez de Silva y Velázquez (1599-1660)



*** 

  

يأتيني وهجُ أنوثتِكِ

مثلَ خدرٍ

يُشعلُ شرايين لذّتي...

 

أشعرُكِ

أفيوني

وأغيبُ فيكِ بامتلاء النشوة...

 

أتواكبُ مع ذاتي/

أتلمّسُ جدران بدنِكِ

بإحساسِ الرؤيا/

بالجسدِ الخارجِ من جسدهِ/

فأنتِ لي

شهوةً تؤخذُ بالشعورِ

وبالحواسِ الخمسِ/

بالحواس التي ما بعد الحواس/

الحواس

التي تغيبُ في ذهولٍ

أمام عُريِ أنوثتِكِ/

أمام شهوةِ أعضائكِ...

 

أتركُ حالي

خارجًا من سياقِ شهواتي/

فألمسُكِ

بنظري/

وأتوقُ إلى أنْ أُبحرَ في متاهاتِ

فردوسِكِ/

ثمارِكِ التَنقطُ مذاقَ رغبةٍ/

تتفجّرُ صحوًا

في كأسِ نبيذٍ ...

 

أيّتُها الهائمةُ

في مراعي أشواقي/

وعلى ضفافِ ولعي بكِ ...

أنتِ

تغمرينني

بأنوثةٍ تضوعُ مثل عطرِ

زهر الليمونِ/

والغاردينيا/

وعطورِ البخورِ المفعمة

برائحةِ أريجِ الورد والمسكِ...

 

أفكّكُ خلايا بدنِكِ

شيفرةً شيفرةً/

ولُغزًا لُغزًا ...

 

وأترُكِ لشفتيَّ

أنْ تُلملم أبجديّة

أنوثتِكِ/

كأنّما بدنُكِ أقمارٌ

تتناوبُ أقمارًا/

وعرى عِشقِكِ نجومٌ

تتكاثرُ في أعماق اختلاجاتِ الشهوةِ ...

 

أمنحيني بدنَكِ / ذاتَكِ

فأشعلً على دروبِ

أشواقِكِ/

خلاياي شموعًا...

 

الضوءُ الخافةُ الخاشعُ

لهالةِ

النورِ/

وهي تلفُّ حضورَكِ/

وهي تحرقُ حضوري/

تجعلُ

من خشوعي أمامكِ/

بيتًا للذهول/

غابةً متشابكةَ الشهوات/

أعانقُكِ بأغصانها

فلا أتفلّتُ منكِ/

ولا أبتعدُ

عن مهبّاتِ أعاصيري...

 

أركضُ إليكِ

في مساحاتِ أوطانِ اغترابي/

كأنّني جوابٌ

لجسدِكِ/

إطارٌ مزهوٌّ

بزهورِ كلامي/

وشفافيّة

الحواسّ الخمس...

 

الحواسِ الشرهة لحلولِكِ في غلوّ أبعادها/

الحواسّ المشتهية/

أن تمتلئَ بحواسّكِ

حاسّة حاسّةً...

 

وتتوافدي في بهارات جسدي

كأنّكِ قارّتي السادسة/

السابعةُ/

وأنا أضيع في متاهاتِ

جمالاتِكِ وأنوثتِكِ

وأتنفّسُ رغباتِ عشقِكِ ...

 

دعينا

نحترقُ في لهيب العشق/

ونبتردُ

في سخونةِ الشوقِ/

ونُلملم سنابل إثارةِ جسدينا/

حِنطةً

لطيورِ كرياتِ الإنجذابِ ...

 

كأنّكِ

أنتِ

شفيعةَ الجسدِ المعشوق والعاشق...

 

كأنّكِ

أنتِ

لا غيركِ ...

شهيّة شهيّة شهيّة/

وترتفعُ

أقمارُ صوتِكِ بابتهالاتِ

المتعة...

 

الكأس المنتشية

مدى اغترابِ شفاهنا ...

 

ويَقلقُ زمنُ الهجرة

إلى مسافات بدنِكِ الشاسعة ...

 

ويصيرُ

لكلِّ نهزةِ ثانية -

تاريخي/

مشدودًا

إلى غاياتِكِ ...

 

أنتِ المتداخلةِ في كينونتي

مثل نسيج أشعّةٍ/

تصطبغني ألوانُكِ/

وأعشقُ أن أعشقَكِ

ولا أتوقفُ ...

 

 

ميشال مرقص

3 أيّار 2021

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق