الجمعة، 21 أكتوبر 2022

عندما نتحوّلُ إلى عددٍ ما بين الأعداد

 عندما نتحوّلُ إلى عددٍ ما بين الأعداد

 

Henry Ryland (1856-1924)

 

***

 

يقطفُ الخريفُ ابتسامته

المتراخية...

 

يفقدُ

عبارة السخاء المشحون بالشهقة...

 

يتشقّقُ...

 

يُطيلُ أمدَ ساعاتِه/

بعد  أنْ يتطاولَ الليلُ

ويسرقها من نهاراتِه...

 

يستحي الخريفُ

من أنْ تتناثرَ أوراقُ عُريه/

ويتركَ شجنًا

يتغلغلُ بسحرٍ/

 بين نسائم

خيالاتِ الأشجار...

 

يتعرّى الخريفُ

في مرآتِ عينيّ/

مثلَ شهوةٍ جائرةٍ/

تتركُ وشمها ظاهرًا

على بدنِ العشقِ الواهنِ/

من لامبالاة ...

 

هي الطبيعةُ

تنسحبُ على صفحاتِ

بدنها/

كما نزواتُ الجسمِ

في أعماقِ دلالاته/

المتشاكسةِ

مثلَ حبائل الشهواتِ ...

 

يُقلقُ الخريفُ مجرّاتٍ

حُبلى بِشُهُبٍ متفلّتة/

في أبعاد الفضاء ...

 

يتركُ لنا دهشةً سرابيّة/

تُشبُه علاقاتٍ عاطفية

أفلتَ زمنها من إطارِ الذاتِ ...

 

لا يُشبهُ اشتعالُ العشقِ/

ثورانَ بركانٍ...

 

هو أيضًا -  رغم استمراريتهِ –

يفقدُ

ثورانه المتقّد

في بدايات عبورهِ قشرة الأرض ...

 

نسعى وراء علاقاتٍ حميمة...

 

نرتكبُ

عقدة كَسْبها وخسارتها...

 

نثورُ في عواطفنا...

 

نتكابدُ ولعًا وجوعا وعطشًا/

من أجلِ وجعٍ لذيذٍ مؤلم...

 

ولا يمتلئُ جوفُ العشق

من حمم الوجدِ ...

 

يأتي الخريفُ ليتركَ لوحةً

جماليّةً/

من عناوين الغمِّ...

 

المسحةِ السحرية الكئيبة...

 

الرعشة الحزينة

الشهيّة...

 

الحبّ المكبوتِ

في نسيج عنكبوتٍ ...

 

في أحيانٍ

نتوجّعُ من وحدانيّةٍ /

تغمرنا بوشوشةٍ قاتمة ...

 

لكنّها أشدُّ التصاقًا بواقعِ/

حيثُ يكثرُ أصدقاء

ونبقى في ما بينهم/

في وحدانيّةٍ

أشدِّ قتامًا...

 

أنْ تعيشَ حبًّا

يملأكَ فرحًا وسعادة/

ويترككَ منجذبًا إل من تُحبّ

في فورانٍ بركانيٍّ!

 

لهو أكثرُ إشراقًا من جمهرةِ أصدقاء

هامشيّين...

 

في الصداقة أيضًا

الواحدُ هو أساس ...

 

عندما يكثرُ من نُسمّيهم أصدقاء

تتقلّصُ الصداقة ...

 

الكثرة تُخفّضُ الثمن/

قاعدة اقتصادية ...

وإجتماعيّة أيًضًا ...

 

الصداقةُ الصداقة/

 عشقٌ من نوع آخر ...

 

الكثرةُ هي زبائنيّة ...

 

في الكثرةِ تمييز ...

 

الصداقةُ لا تُميّز

الحبُّ لا يُميّز ...

 

الصداقات تنوّعٌ/

نسيجٌ قدْ يُبهج/

وقد يُسلّي ...

 

لكنّ الصديق الصديق/

هو عشقٌ

يتوبُ عن حميميّة جسد ...

 

هو خازنُ حالنا/

هو سبيلنا إلى ساعدٍ

نتأبّطُ به ...

 

وسند نتّكئُ عليه ...

 

عندما يتكاثرُ من نُسمّيهم أصدقاء

يحلُّ خريفٌ...

 

يتناثرون مثل أوراق الأشجار

في مواقيت مختلفة ...

 

نحنُ نحملُ عُري ذواتنا/

ونستظلّ تلك الأشجار

التي لا تقي من شمسِ خريفٍ

أشدُّ

حُرقةً مما هي في صيف!

 

هكذا

يتركُ لنا الخريف

لوحةً

تتماهى مع واقع حالنا ...

عندما

نصيرُ عددا ما بين أعداد ...

نفتقدُ إلى الإهتمام!

 

ميشال مرقص

12 ت1 2021

هناك تعليق واحد:

  1. Wawwww que c'est BEAU !!!!... Je l'ai lu 3 fois.... Chaque vers peut servir de citation ou même de proverbe tellement l'intrepation est authentique et fait partie de notre vécu... À part l'analogie faite, les beaux tableaux peints avec des mots... Moi j'adore l'automne... Cette saison où la fraîcheur arrive au cœur

    ردحذف