الاثنين، 3 أكتوبر 2022

لا تسحبي راحتيكِ من بين يديَّ

 لا تسحبي راحتيكِ من بين يديَّ

 


 Frederic Leighton, 1st Baron Leighton (3 December 1830 – 25 January 1896)

 

***

 

 

هاكِ راحتيَّ...

 

ضعي يديكِ في بحرهما/

في دفئهما/

في حرارة ملمسهما ...

 

لنقرأ في أبجدياتِ راحتيكِ/

حيثُ أنتِ...

 

في خطوطِ العرضِ والطول...

 

في الكوكبِ

المسكوبِ ذهبه

قلادةً لكِ ...

 

وتاجًا لأحلامِكِ...

 

حيثُ الخطوط تتشابكُ/

وتتواصلُ/

وتتعرّجُ/

وتلتوي/

وتخطُّ مصيرًا

يختبئُ

في براعم الغدِ وزهوره...

 

هاتي لأبحثَ عنكِ/

في مجاهلِ راحتيكِ...

 

لأفتّشِ

عن جمالاتٍ تُعيقها

رغباتُ قلبٍ...

 

أو تتنازعها مشقّاتُ

حياةٍ/

تضطربُ عندَ ضفتيّ

نهرِ عاطفةٍ/

يفيضُ ويهتاجُ

بأمواجٍ تضطربُ بين ضفَتين...

 

هاتي

لأتأمّلَ مساراتِ

الفكرِ المتعمّقِ/

في أصولِ النباهةِ/

والتعالي/

والإندفاع/

في نُصحِ الآخرين ...

 

أنتِ

تُزيّنُكِ شمائلُ الإندفاع

غير الواعي ...

 

أو الإندفاع المشفوعِ

بشغفِ المغامرة ...

 

أيّتها الأنثى/

المتوهّجةِ في ربواتِ

الزًهرةِ وكواكب المرّيخ

والقمر وجوبيتير ...

 

لكِ طالعُ الإشراقِ:

أنوثةً وطبعًا/

شغفًا/

وإسرافًا

في جنون العشقِ ...

 

اشتياقًا واشتهاءً ...

 

وعوائقَ تجرّحُ مسارتِ

تكادُ تكونُ سلسلةً/

تتنازعُ حلقاتها عُقد أصابع

يديكِ ...

 

هات راحتيكِ/

حيثُ تمرُّ في سهولها

وروابيها/

رياحُ العشقِ وأعاصيرُ

الحرقة...

 

وتصيرينَ أنتِ

صديقة الوحدة/

ووحيدةً بين صداقات...

 

مرّري براحتيكِ

على شلّالات الضوءٍ/

فيتوهّجَ بهما إشعاعًا...

 

أنتِ أغزرُ تدفقًا/

بجمالاتٍ

تتهادى كأنّها مسارُ أميراتٍ/

يجلونَ عريهّنَ/

بعطورِ الياسمين والنرجس

وزهور الفتنةِ والغاردينيا ...

 

انتِ واحدة/ مفردة/

لها من النُدرةِ سموًّا وإجلالا...

 

لها غزارةُ الإزهرار

وتمايُز القيمة الغالية!

 

هاتي يديكِ

يا صديقتي/

فالهواءُ يلتهبُ عاطفةً

فوق مسامهما ...

 

هاتِ خطوطَ راحتيكِ

وعمّري القدرَ/

بأحلامٍ شواطئ البهجة...

 

فأنتِ ثمرةٌ أولى للشمسِ/

لا تقع مثل تفّاحةِ الفردوس...

 

وأنتِ نجمةٌ أولى

للعشقِ/

لا تُشرّدها غماماتُ صمم العواطف...

 

وأنتِ فكرةٌ عذراء

كلمةٌ صبيّة/

خيالٌ يبتكرُ الدهشةُ ...

 

دعيني أنا

أبحثُ بين خطوطِ راحتيكِ

عن مكانٍ أعيشُ فيه...

 

عن ضياعٍ

يُشتّتُ

غمراتِ اللهفة المتناسقة

الهبوب...

 

دعيني

أُبحرُ في خطوطِ راحتيكِ/

أفتّشُ عن ولادتي في عينيكِ/

عن شغفي

في شرايينَ لكِ/

 يصيّرها النبضُ

مشاوير عناقٍ/

لأحلامَ تكادُ تتلوّنُ بتجليّاتِ وجهِكِ

وشواهد بشرة بدنِكِ ...

 

دعيني

فأنا أبحثُ عن قلبي البديل/

وقد حملته طيورٌ بعيدًا إليكِ...

 

أبحثُ عن طفولتِه

عن شبابه

عن مغامراتِه

في مساحاتِ ضوء أنوثتِكِ...

 

في كرومِ

غزارةِ كنوزِكِ...

كأنّني أتقمّصُ ذاتي

لديكِ ...

 

أيّتها الماشيةُ فوق أنغامِ العشقِ/

على نقرِ دفٍّ يُشبه دمعة السماء/

أيّتها الملتصقةُ

في أعماقِ رئتيّ ...

 

ها أنا

أحملُ كتاب راحتيكِ

وأقرأُ عنكِ...

 

أفكُّ شيفراتِ الطقوسِ

المرتديةِ

حللها الأرجوانية...

 

لا تسحبي راحتيكِ

من بين يديّ/

فها أنا

قد انسحبتُ من أصابعي

إليكِ ...

 

يا صديقتي

ها أنا مخلصٌ لابتسامةٍ

طعّمتُ بها شفتيّ...

 

إبتسامتُكِ أنتِ

الإبتسامة المشعّة...

 

إبتسامتُكِ الساحرة ...

وأحيانًا

الساخرة!

 

ميشال مرقص

25 آب 2021

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق