الاثنين، 10 أكتوبر 2022

أرغبُ في أنْ أكونَ بحرَكِ الواسع

 أرغبُ في أنْ أكونَ بحرَكِ الواسع

 


 Mary Ann Emma Sands (1843-1877

 

***

  

هي كلمات نشعرُ بها/

لتوصيف وقائع ملموسة/

تشدُّ بنا إلى الحنين...

 

نبحثُ لها

عن مداراتٍ تحفرُ في أعماقِ عاطفتنا/

أخاديد من لهفةٍ حارقة ...

 

كلّما أسألُ ذاتي عنكِ/

أشعرُ بأنّني أمسكُ بخيوطٍ

غير مرئيّة...

 

أحاورُ وجودكِ غير المرئيّ...

 

أتلمّسهُ بطيبة الأوصاف...

 

فأنا أشعرُ بكِ

تُنتجينَ زهورًا ملوّنة/

وثمارًا يانعةً/

تحتَ مطرٍ من دموعٍ خفيّة...

 

لا أبحثُ عن كثيرٍ من ذاتي...

 

بل أبحثُ عن ذاتي/

في حضورِكِ اللاصقِ

بجدرانِ أشواقي...

 

وتتحوّل عيناي من نظراتي إليكِ/

إلى نظراتي إليكِ...

 

فلا تشذُّ خارج الإطارِ الوجداني...

 

قد أُحبُّ الصورةَ التي تبتسمُ لي/

أو تلكَ التي تُقحمُ شهوتي

في خيوط عشقي لكِ ...

 

أو تلكَ

حيثُ عيناكِ تُنبئان بذكاء خارق/

وبشيطنةٍ مدمّرة

 لا تخلو من تحدّياتٍ...

 

وأنا أغبطُ وجودَكِ/

وأنظرُ إليكِ/

بأسمى ممّا ينظرُ عاشقون متعبون...

 

رغمَ أننا متباعدانِ

تفصلُ ما بين جسدينا

أوديةٌ وجبال ...

 

أكثرُ ما تكونُ الحكمةُ/

في أنْ أولِمَ لكِ مجدًا أكبر...

 

يمحو الحزنَ...

 

فتنفرج لديكِ الكوى الداخليّة...

 

تلك الشديدة الإحساس/

المرهفة الشعور...

 

أشعرُ ذاتي مخطوفًا في زوبعةِ

أنوثتِكِ...

 

الهادئةِ مثلَ نقاء دمعة...

 

الخارقة مثل شعاعٍ تحت البنفسجي...

 

أنتِ فكرٌ وتفكيرٌ...

 

بكِ يتعاظمُ رُقيُّ الكلمة...

 

وأنتِ اهتياجُ شهوة/

بكِ تتكاملُ طقوسُ الرغبة...

 

لا أشردُ صوبكِ من أجلِ شهوة عابرة...

 

بل لأنّكِ كمينٌ فضفاض/

من جواهر الوجود...

 

غالبًا ما يدفعني الشوقِ/

إلى مطارحاتٍ فكريّةٍ معكِ/

وليس إلى مطارحاتِ غرام...

 

البهجةُ لديكِ تكمن في سعادة

 الكلمة/

الفكرة/

الإبتسامة/

الجدال/

الهبوب/

النزق/

الهجوم

والإستشراس/

والتحدّياتِ الغامضة ...

 

أنتِ قيمة

بل قيَم ...

 

أشعرُ بأنّه لا يُضيمُني مللٌ معكِ/

فأنتِ مرجانٌ من كنوزٍ لا تنضب...

 

هل أكسرُ الحلم؟

 

أتيتِ أنتِ كالسيلِ...

 

كالرُمج الماثل لاختراق شغاف القلب...

 

كالنار في غاباتِ كاليفورنيا

ومدنها...

 

ما كنتِ أنتِ جرفٍ يقتحمُ حياتي

بل كنتِ الحلم...

 

وأنا في أمواجِ هذه الحياة/

أختلي في قارب نجاتي/

وأريدُ ما أريدُ لي/

 أنْ أكونَ

بحرَكِ الواسعَ...

 

واحة ارتياحٍ لكِ وغِبطة...

 

وأنتِ

في نظراتِكِ المُبحرةِ/

 تتأملين شمسًا تغرب...

كما حُلمٌ

كان يُدغدغُ مراهقتِكِ...

 

المشهدُ الأخير

ما من أمرٍ ثابت !

 

هل نوقظُ الملائكة النائمة في أعماقنا؟

أم نختفي

في أعماقِ المحيطِ الأخضر؟

 

أم نوقظ الشياطين الصغيرة

العابثة؟ ...

 

ميشال  مرقص

18 أيلول 2021

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق