الخميس، 20 أكتوبر 2022

إبتسامتُكِ طفلةٌ ساحرة

 إبتسامتُكِ طفلةٌ ساحرة

 Simon Vouet (1590-1643)

 

***

 

 هذا الصباح...

 

كان يُمكن أن نتبادل الإعجاب...

 

فقط لأنّ زهرة غاردينيا

تغلّبتْ على برودة الطقس/

وتفتّحت...

 

كانَ يُمكن أنْ نتبادل

نظرات حبٍّ...

 

أوربّما نظراتٍ تواكبُ

تدفّقاتِ نبض العشق...

 

الشغفُ المستبدُ بي!

 

هكذا يُعلّلُ الصباح وجهَيْنا

(الإفتراضيّين)

باحتمالات/

ليست سوى احتمالات...

 

ما يجري في كهوف الذات/

ليس سوى دفق شعورٍ

يغصُّ بحالِه...

 

يتناوبُ على شهوةِ الجسدِ...

 

يتدافعُ مع إحتقان الأوردة

بمصلِ الإشتياق/

وتشابك الأهواء...

 

توقظينَ فيَّ

مصادفاتٍ عشقيّةٍ...

 

كنتُ أغفلتُها

وطويتُ جهاتها المتعامدة...

 

ما كانَ يُمكن أن أرى

ما ليسَ موجودًا...

 

كانتْ كمينُ القدرِ

ما بينَ أصابع يديكِ...

 

وتتفتّحُ ورودُ الإشتياق

إلى حوراتٍ

تُبدّدُ مسافات العبور...

 

راح العشقُ يخرجُ من شقوقِهِ الضيّقة ...

 

لم يعدْ يكتفي بأن يصطحبَ

مرونَته

في حشْدِ

موارد شهواتِه ...

 

بل صار اللهفةَ المسحورةَ بكِ/

 المتدافعة إليكِ ...

 

باتَ يُدغدغُ حواراتِ الحبِّ

والعشقِ والوجدِ/

والتعلّق بأنوثتِكِ/

بفيضٍ - من أمواجِ الرغبةِ

القاتلة –

إلى عناقٍ...

 

ليسَ الحبُّ

ما نتبادله فقط/

من أفكارٍ وأقوالٍ وأفعالٍ...

 

هو ذلكَ الحشريُّ المستطلع

لحالاتِكِ كلّها...

هو أنْ أعيشَ يوميّاتِكِ

وأهتمُّ بها ولها/

أخفّفُ من حزنٍ وأعباء...

وأصونُ فرحًا

وعميق سرور...

 

أنْ أعيشكِ بتفاصيل الإهتمام

الكروموزوميّة...

فلا أدع خيوطَ يوميّاتِكِ

تتشابك...

 

أشعرُ دومًا

أنّني

أُخرجُ لكِ كنوزي المخبؤة...

 

أعانقُ ضفّةَ المحيطِ/

حيثُ

تبادلينَ أمواجه/

أسرارَكِ وأحلامكِ

وخيالكِ الوسع ...

 

وتتركين فوق الرمال العاشقة

لحضورِكِ ...

أثرًا لقدميكِ/

وأمنياتٍ

يُعانقها الموجُ المتكرّرُ بلا ملل...

 

أشعرُ كمْ أنا ظمآنُ إليكِ

-        أتجالًدُ –

أنتِ الموردُ الطاغي بفيضِ أنوثةٍ

وحنانٍ وشهوة/

ومعاكسات...

 

ربّما تطفو أشواقي فوق الموجِ...

 

والأرجح أنّها تغرق

لأنّها مُثقلة

بعناقيد خمورِ بدنكِ...

 

وأنتشلها من أعماقي

لأكرّسها لكِ ...

 

لا أزالُ أُفكّرُ

كيفَ يُمكن أنْ نعكّرَ

وجه الحقيقة؟

 

كيف يُمكن أنْ نُتلفَ

بُرهةَ سعادة؟

 

كيف يُمكن أنْ نموّه

-        حقيقةَ الأعماق المتهاتفة

بشغف العاطفة-

بوشاحٍ من التجاهُل؟

 

لا يُمكنُ للصباحِ أنْ يُغرّدَ لي...

 

هي بهجةً ما كنتُ أنتظرُها...

 

مُذ أنتِ

صارت لها نُكهةُ الترقّبِ/

الوجه الآخر للإشتياق...

 

كأنّه شغفُ النظرةِ الأولى للحبِّ...

 

القبلة الأولى...

 

القبلةُ/

حيثُ لا تعودُ لآبعاد المكانِ والزمان -

سوى يقظةٌ داخل البدنِ -

هي غمرُ الكونِ....

 

عبثًا يتلوّنُ الصباحُ

بغيرِ بهجةِ عينيكِ...

 

تتراءيانِ

كتوارُدِ أحلامٍ/

تُنعشانِ سراب الشهوة...

 

وجهُكِ الضاحكُ؟

 

ارتياحٌ

يُقرّرُ رفاهَ الحياة...

 

إبتسامتُكِ؟

 

طفلةٌ ساحرةُ الجمال/

تلهو بألوانِ الزهور...

 

تُبعثرها

لوحاتٍ بينَ خيوطِ شعرها...

 

لوحاتٍ عاشقةٍ

ومُشتهاة ...

 

لم يعد صباحي يلوكُ الضجر...

 

هاتي

أخربشُ فوقَ راحتيكِ

شفتيّ ...

 

قبلةً

ذخيرةً للنهار...

 

هل يغارُ الليلُ؟

 

غمارُ حبٍّ عميق ...

 

ميشال مرقص

16 أيلول 2021

هناك تعليق واحد:

  1. توقظينَ فيَّ

    مصادفاتٍ عشقيّةٍ...



    كنتُ أغفلتُها

    ردحذف