الأحد، 4 يونيو 2017

أنبتُ في جسدكِ كأزهارٍ بريّةٍ تلتفُّ بهوسِ الالتصاق...

أنبتُ في جسدكِ كأزهارٍ بريّةٍ
 تلتفُّ بهوسِ الالتصاق...



                                                     Alexander Cabanel (1823-1889)


مثلَ نهرٍ كسولٍ
أتمدّدُ
جسدًا لجسدِكِ...

أغازلُ حقولّ عُريكِ...
كنباتٍ يزدادُ عطشًا إلى تدفّقِ فيضي...
كنهرٍ كسولٍ تنجرفُ عواطفي إلى جداولِكِ السخيّة!
تتباطأُ لتعبرَ وهادَ نزواتِكِ/
ومساكبَ الشغفِ المرتعشِ
في زغبِ بدنكِ...

كنهرٍ كسولٍ يحضنُ غمار أشعّةِ الشمسِ/
يتسامرُ نقاءُ جلدِكِ
مع ذرّاتِ كياني المترامي/
خارجَ مجرّاتِ عبوري إليكِ...

لا أعرفُ بأيّةِ أبعادٍ ألتقيكِ/
وأنتِ
فورانُ براكينَ في تَمِدُّدِ قشرةِ سكوني...

لا أعرفُ بأيّةِ انجرافٍ
أخترقُ مساماتِ جلدي/
لأَسْبقني
كهالةِ ضياءٍ تحترقُ على أطراف أصابعي...

أغلقُ أبوابَ احتراقي/
وأيبسُ/
لأرتوي من تدفقِ نَبْضكِ في همساتِ ذاتي...
أتلمسُكِ/
مثلَ طُهرٍ يفقدُ عّذريةَ
شفافيتهِ/
لأذوبَ في هنيهاتِ اضطرابي معكِ...

كنهرٍ كسولٍ/
تغمرينَ ضفتيَّ
فأرقُّ عن قُبلةٍ تناغشُ شفتيكِ...
ولا تستفيقُ
من بوحِ التلاقي...

هاتي ما عندكِ من أعاصيرَ الزنبقِ عند فخذيكِ...
لأورقَ/
شغفًا يُعرّشُ
أغمارَ اشتياقٍ حولكِ...

أعبري نهري الكسولِ/
فأنبتْ في جسدكِ كأزهارٍ بريّةٍ تلتفُّ بهوسِ الالتصاق...
كورودٍ
همجيّةٍ
لا تريدُ أنْ تكسرَ قيودَ التفلّتِ...

أعبرُ إليكِ هكذا/
كنهرٍ كسولٍ
ومثلَ ورودٍ همجيّةٍ أغمرُكِ...

ميشال مرقص

14/5/2017


هناك تعليق واحد: