السبت، 17 يونيو 2017

ها نحنُ اللحظّةُ المنسيّةُ عند الاتجاهين المتعاكسين!


ها نحنُ اللحظّةُ المنسيّةُ
عند الاتجاهين المتعاكسين!
                                                     Lena Sotskova  (1963 - ?)             


لأننا نسير في اتجاهين متعاكسين/
لا تعودُ حكاياتُ السنين
تفتحُ نوافذها على مسافاتِ الرغبات...
نسيرُ بلا نُقطة نهاية...
النُقطةُ/
حيثُ التقينا لنتباعدَ
مثلَ سفرِ الضوءِ
في أمسياتِ الشوقِ الحزينة...

أبحثُ عنكِ
في زوايا ذاتي الملتبسةِ على نفحاتِ عطرِ أنوثتِكِ...
كأنّكِ تجتذبين
صهيلَ الفجواتِ الكامنةِ ما وراء حُجُبِ العُمقِ/
المتألّقِ في أبعادِ كياني...

أحترقُ/
كومةَ عشقٍ مريرٍ
لأرى عينيكِ/
أستعيدُ لحظةَ "لمْ أعدْ أُدرِكُ"
كمْ أنا ذاتي
في شرودِ الهمسِ المدغدغ لرهافة الحنين!

أستعيدُ/
كمْ أرتادُ من ارتحالي في عينيكِ/
وتهيمانِ/
كدُعاءِ احتضانِ
لقلقِ الجسدِ المنتشي
مثلَ غنجِ دُوارِ الخمرِ
وحفيف أنسامِ السُكرِ...

نسيرُ بلا أفقٍ للذهولِ/
بلا شفيرِ هبوطٍ إلى إشراقِ البدنِ
المتناعسِ
في خلوةِ الشهقةِ المحمومةِ...

ها نحنُ اللحظةُ المكوِّنَةُ للكلمةِ/
ها نحنُ اللحظّةُ المنسيّةُ
عند الاتجاهين المتعاكسين!

أرغبُ فقط/
في أنْ أستعيدَ قلقَ عينيكِ
وشرودَ اشتهاء يدكِ
تُبحرُ في أعماق شراييني!

لا تزالُ تُبحرُ وأنسحبُ من ذاتي إليها!
كخدرٍ ينتشي في الجسدِ/
كصلاةِ مؤمنٍ محرورٍ بالإيمان/
كبرهةٍ
لتكوينِ رحمِ المعصية/
لخلقِ مجازِ اللحظةِ!
ولا أسترجعُ ذاتي/
كأنّكِ اللحظةُ الشاردةُ في العمقِ العمقِ
من إدراكِ
عشقي!!!

ميشال مرقص

11 حزيران 2017


هناك تعليقان (2):

  1. نسيرُ بلا نُقطة نهاية...
    النُقطةُ/
    حيثُ التقينا لنتباعدَ
    مثلَ سفرِ الضوءِ
    في أمسياتِ الشوقِ الحزينة...

    ردحذف
  2. C 'est tellement beau que j'ai failli sélectionner toutes les strophes... Chacune a un goût différent mais pareil à un moment splendide

    ردحذف