الأربعاء، 19 يونيو 2013

نبقى عندَ الغِلافِ الأوّل...




نبقى عندَ الغِلافِ الأوّل...



نعبرُ مطهرَ الكلمات،
تتجعّدُ مواعيدُ اللقاء،
كما لو فاصلةٌ،
تغتالُ معاني العشق...
هي الحياةُ
ترصدُ خطوات اللهفة
وتُجفّف ضرع اللقاءات...

لم تكن محبرة العتمة
جاهزة لوليمة البوح...
يبستْ حنجرتُها
كما لو تتهيّأ
لإعلانِ عشقٍ،
أو لهروبٍ من كبوةٍ
على عتبة احتراق فراشة...

ويبقي الستارُ
ملطَّخًا بكلماتٍ
لم تُكتَبْ
عن ولادةٍ أُجْهِضَتْ
في موسمِ عرسٍ...
قبل نضوج دقائق الوداع
يُهْدِرَ حبرُ العتمة
وتبقى بصمات الاعتراف
شاهِدةً على التلبّسِ الخفيِّ
لتسارُعِ نَبْضٍ
تكرجُ تعابيرُ بوحِهِ
إلى الوقوع في صمتٍ...

...

كنا نهربُ من عناقِ الكلمات
نفتشُ عن مفرداتٍ تقولُ ولا تقول،
نختبئ وراء ورق التين الأخضر
ونتركُ للجذوع
أنْ تعطش...
أنْ تيبس
أن تسقط رمادًا
يقهرُ شفاهًا تستطيبُ
عشقَ الذوبانِ
في ومضة احتراق...

....

نتعلّمُ
كيفَ نُجْهِضُ أحلامًا
لَوَّنا جناحيها قبلَ ثوانٍ...

كيفَ يصيرُ وجعُ الخيبةِ
سمةَ عبورنا
إلى ذاتنا...

كيفَ أنني لمْ أعشقْ
لحظاتِ عبورِكِ...

كيف أنّكِ لم تعشقي
انتظاري...

نتعلّمُ كيفَ نكذُبُ على ذاتنا
بأننا لمْ نكن...

عندما يُراقُ حبرُ العتمةِ
ويختلي بالعاطفة...

....

ضمورُ العشقِ
خجلٌ يبستْ ألوانُ طفولته...

براعمُ
يشوّهها خوفٌ...

تردّدٌ
إستحالةٌ
اكتشفتْ شيفرةَ الرصدِ...
كي لا نكونُ...

هوذا عبورُنا
ينتظرُ سماءً أرْحبَ
تقطرُ فيها أجنحتُنا عسلاً
وتروي أنهارَ تودِّدنا،
مسكًا شهيًّا...

في صفحاتِ الحياةِ...
نبتسمُ للعناوين...
ويسقطُ النصُّ
في جحيمِ التفاهات...
ونبقى عندَ الغلاف الأول...

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق