الاثنين، 10 يونيو 2013

أيّها الشراعُ...



أيّها الشراعُ...
 

                                       وكالة أنباء "رويتر"

تتهادي أيُّها الشراعُ،
ترصدُ ساريَتَكَ على الريح،
ترسمُ طائرًا
أَطْلَقَ عنانَ الفضاءِ...

الملامحُ تجلو لوحةَ النَشوةِ،
رَصَدْتُ عينَيَّ على غنائِكَ،
رَصَدْتُ خيالي على إبْحاري فيكَ...

أيُّها الشراعُ العابرُ مساحاتِ عواطفي،
لمْ يَكنْ للهجرِ بيتٌ،
لمْ يَكنْ للحبِّ موقدٌ فوقَ ماء...
سَقَطتْ أجنِحةُ اللهفةِ،
تعلَّقَتْ على منائرِ الرَصْدِ،
عندَ شواطئ الإمتلاء...

أبحرْ أيّها السيّدُ الحُبُّ،
أبحرْ معَ شواهِدِ الرغباتِ،
المدى يَخيطُ مسامَهُ باللَعنَةِ،
اللعنَةُ تقطبُ أشواكَ الفراغِ،
الفراغُ يحتذي نِعالَ السرابِ...

كيفَ ينقُدُ الطائرُ الهواءَ
ويحتسي حبّةَ قَمْحٍ؟

تهادى أيُّها الشِراعُ
فأنْتَ تُناجي إملاءاتِ الدَهشةِ...
كلّما قادَتني رياحُكِ،
أُسقِطْتُ في دُوار...

تَمَتّعْ مع عشيقاتِ الكلماتِ،
فأبوابُ أحلامي نقيّةٌ
مثلَ غُلالةِ حسناءِ،
لا تزالُ أنوثَتُها تَعقصُ مسامي،
مهما هاجَرَتْ
في قارّاتِ جسدي..

أتلقّاكَ أيُّها الشِراعُ،
وأُنْزلًُ جواهري وكنوزي...

هي آتيةٌ ... هي آتيةٌ... هي آتيةٌ...

مع زُرقةٍ الليلِ
وسوادِ البحارِ...
تعالَ أيّها الشراعُ
وانقلْ أحلامي
فوقَ ساريتِكَ...

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق