الأربعاء، 19 يونيو 2013

مرثاةٌ لعصفور...





مرثاةٌ لعصفور...



من كتاب "أناشيد العصافير" – فارسي وضع نهاية القرن الثاني عشر –
 الرسوم  تعود إلى القرن الرابع عشر – لغاية السابع عشر 


تسقطُ مثلَ فراشةِ الضوءِ
في مرمى قنّاص...
كأنّكَ دمعةُ السماء.
وتلقى من عبثيّةِ القدر،
موتًا غيرَ رحيمٍ...

تكادُ لا تسدَّ لُقمةَ جوعٍ لفقيرٍ
ورغمَ ذلكَ ضلّلتهمْ
فوقعتَ – ضائعًا – فوق طريق...
تحرمُ زرقةَ الفضاء
وغيومَ الأفقِ رفّةَ جناحٍ
وزقزقةَ عطاء...
كما لو تهجُرُ الأغصانُ
حُنجرَتَها
وتفقدُ لنقلةٍ تهزُّ وريقاتها...

لا يُدركُ القنّاصونَ أيّها الطائرُ الصغيرُ
الهازجُ فرحًا ...
كمْ أنتَ تقيهمْ مضارَّ
فتفتكَ بالحشراتِ الضارّة
وتنقلَ بذورَ خصبٍ
وتتركَ في لوحةِ الطبيعة
حلاوةَ النعمة المسترخية فوق البساتين والجبال المطمئنّة...

ندعكَ في قفصٍ
فنسرقُ منكَ الحرّية...
نُفلتُكَ في الطبيعة
فنغتالُ حرّيتَكَ ...

ونشتهيكَ على كأس ...
لأننا نُمعنُ في قتلكَ...
في اغتيالكِ
في تهديمِ بيئتنا
في تدمير الطبيعة ...

ذكّرتني وأنا أمرُّ أمام جسمكِ الصغير الملقى فوق الطريق،
بمن يصرعهم التعصّبُ الأعمي،
والجهل الموروث من الغباء
والإنتصارات المُهَلْوِسة
بحبوب المخدّرات
ومنوّماتِ الدين الأعمى ...

ذكّرتني
بأنّ من يقتلُ إنسانًا
يغتالُ عصفورًا...
السلاح باتَ "مشعل الذكورة والفحولة"
في بلادي في بلاد الشرق
حيثُ يطيبُ لكَ
أن تبيض وتُفرّخ أيها العصفورُ...
و...تُقتلَ بلا رحمة ...

...

سأخبرُ رفوف العصافير
كمْ كنتَ تعشقُ الحرّية
وأطلبُ إلى الله
أنْ يحمي أجنحتها
لنقرأ أبجدية الفرح
مع كلّ صباح...
بلا عربدة البواريد
وأسلحة اغتيال الطبيعة...
وتشريح جُثث المُستَشهَدين
إمعانًا في تشويه...
بل حقدًا مطليًّا بدروع الفولاذ...

...

غرّد أيُّها العصفورُ
مرثاةَ الناس...

يتدافعونَ للانتحارِ الكبير...


ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق