الخميس، 26 يناير 2012

عشقٌ إفتراضيٌّ... (تابع)

عشقٌ إفتراضيٌّ ...  (تابع)
عبر غرفة دردشة


عشِقتُ، يا سيّدتي،
أنْ يأتيني صوتُكِ ليلاً،
وتُقبلينَ عليَّ بصورتكِ،
تتحرّكينَ في شرايين لهفتي خلفَ "الشاشةِ الخرساء".

عشِقتُ،
أن تستجيبَ هواتفُ أعصابي لحضوركِ،
لانسيابكِ إلى أعماقي.
أستشعرُكِ تخترقين بوَاباتِ جسدي،
وشُرفاتِ أشواقي،
وتدفعينَ في كياني حضورَكِ اللذيذ،
أقوى من نعمةِ المتعةِ.

عشقتُ،
أن يتموّجَ جسدُكِ في حدائقِ عينيّ،
ويدعوني إلى إغراء أنوثته،
أن يُخبرني كيفَ تخبِّئين كنوزَ جنسكِ،
وتتمايلينَ،
سريعةً،
خفيفةً،
مثل فراشاتِ الأحلامِ.

عشقتُ، أن أرى شعركِ القصيرَ مجدولاً،
وابتسامتَكِ ضائعةٍ بين دخانِ السيجارة،
ولفتةٍ سريعة.

ولا أخفيكِ،
كيفَ يجذبني نهداكِ المختبئان،
لأفكَّ أسرهما،
وأنتشي بلون إغرائهما،
وشهوتهما،
بالعين وبالعشقِ المضني،
وباللهفةِ أن ألمسهما بالحنانِ،
 فلا أخدشَ اندفاعهما إلى صدري.

عشقتُ، يا سيّدتي،
أن أنسلّ إليكِ عبرَ "الشاشة"،
أن أصيرَ هواءَكِ،
أن أتحوّلَ أثيرًا حولكِ،
ان أعلِّقَ حلقًا في أذنيكِ،
أن أنسابَ عبر "سلكِ الهاتفِ" إلى قلبكِ،
وأنام فوق سريركِ،
وأحملَ عبق وجهكِ،
وعبيرَ جسمكِ،
ورائحةَ أنوثتكِ في جسدي،
كلّما بحثتُ عنكِ،
أفتحُ مسامي،
وأشمّكِ فيَّ،
وأخبرُ الحساسين والكناري،
كم أنتِ جميلةٌ، يا سيّدتي،
وكم تَقتلُني،
زئبقيةُ المسافات،
والانتظارُ الباهتُ، في الأمسيات،
وهي تُسدِلُ ستار الليلِ على غيابكِ،
وعلى انتظاري.

أعشقُ يا سيّدتي،
أنْ آخذكِ بين ذراعيَّ،
أن أسبح في لُججكِ،
أن أصيرَ ماءكِ،
أن تصيري امرأتي،
لا أخرجُ منكِ،
إلاّ لأعودَ إليكِ.
وتشتاقينَ إلى الاحتراق في رجولتي.

وعلى افتراق الطرقِ، يا سيّدتي،
اكتبُ لوحةً تذكاريةً،
أنّكِ كنتِ هنا،
في مسافاتِ جسدي،
وحول منافذِ رئتيَّ،
وفي أعماقِ قلبي،
كنتِ امرأةً متناهيةَ الأنوثة،
شديدة الانسياب إلى شواطئ رغبتي،
سريعة الوصول إلى اختراقي.

أنتِ، يا سيّدتي،
لا أعرفُ كيفَ،
ولا متى،
ولا أين؟

تعرفين، يا سيّدتي،
أنّ عقاربَ الساعةِ لا تتوقف؟

أشعركِ زمني،
ينتهي ولا ينتهي!


ميشال مرقص




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق