الاثنين، 23 يناير 2012

نهداكِ قمران

نهداكِ قمران

 "بسيشيه والحب" - زيتية - فرانسوا بسكال سيمون جيرار - 1798 - متحف اللوفر





لا يعرفُ الحبُّ، يا سيّدتي،
أن يتنازلَ عن كبريائه،
لا يعرفُ أن يختبئ،
فهو حاضرٌ فينا،
يعتلي عرشنا،
يتبخترُ في عيوننا،
ويرصدُ نبْض قلوبنا في مسارات العواطف التائقة إلى الحنين.

يُحضرنا الحبُّ،
 إلى قصر المشاعرِ الصادقة،
 الممزوجة بألم الارتحال الدائم صوبَ منْ نُحبّ،
يسيرُ بنا،
مسلوبي الإرادة،
إلى إرادة أن نعشقَ،
أن نتلهّفَ،
أن نحتضنَ صدورنا،
أن نتعانقَ حتى الصلبِ بين ذراعينا،
تغمرنا نشوةُ الاختراق،
وتسرقنا رغبةُ  الالتصاق،
 بلا فواصل أو ثغرات،
 أو مسافاتِ تهربُ من شدّة أخذنا لبعض.

عندما تتسللين إليَّ، يا سيّدتي،
أراكِ في علياء الجمال،
ودلال النعومة المرسومة في وجه امرأة.
يُبهرني جسدُكِ،
يجذبني لونُه،
يسحرني ملمسُه،
ويناديني جاذبُ نهديكِ،
إلى ينابيع اللذة والمتعة.

كلّما تفتّح عريُكِ أمام ناظريَّ،
أزدادُ اشتعالاً إليكِ، يا امرأة عشقي،
أزدادُ شهوةً،
أزدادُ رغبةً واقتحامًا إلى عالمكِ المرصودِ
 على الأنوثة المستزادة من التصدي لرجولتي.

عندما تُشرقينَ نورَ جسدكِ،
تفتحُ نوافذ الحياة إلى أوكسجين الجنسِ،
إلى مائدة الشهواتِ المملؤة من نعمة أنوثتكِ،
إلى ثمارِ نهديكِ،
وزنديكِ،
وخصركِ،
وتعاريج بطنكِ،
وتفاحةِ حوّاء،
وانسياب فخذيكِ،
إلى ماء البدءِ بطقوس القبائل الشهوانية،
والارتحال إلى مجاهلِ الأنوثةِ الضائعةِ
 في غابات اللهفة المنسية فوق أرائكِ الصمت.

لا أقدرُ، يا سيّدتي،
ألا أشتهي جسدكِ،
ألا تكوني لي امرأةً مليئةً بالأنوثة،
ألا أقولَ لكِ:
-     كم أنتِ شهيّة أيتها المرأة الغامرةُ بالجنسِ،
-     كم تقفين في مسافات عينيّ وتُنذرين جوعي لكِ بالاختباء،
-     كم تقرّبين المسافات،
-      وتبقين مثل الوهمِ الجاثمِ فوق صدري لا يعرفُ الانعتاق،
-     كم أنتِ قريبة وبعيدة،
-     كم تلغين المسافات،
-     وكم تجعلكِ المسافات في بُعدٍ لا ينحصرُ بنهاية.

أنتِ، يا سيّدتي،
"تتربعين" في مداركي أنثى الجمال،
وتقفين في قصر حبي عند صالات العقل والانفتاح،
وتنامين فوق سرير اشتهائي،
مليئةً بالحنين والرغبة
فأفتحُ لكِ أبواب رجولتي،
 وأشعرُ أن موسم الاحتراق بكِ يشعل رغباتي كلها.

يا سيّدتي،
تُطلين عليّ ونهداك يختبئان،
مثل قمرينِ كسفتهما جزئيًا شمسُ هروبكِ!

وأنا أعشقُ أن أنامَ في فيئهما،
وآخذُ شفتيكِ في شلالٍ من القبلِ،
لأبجديةٍ،
لا أريدُ لحروفها أن تكتمل.....

ميشال  


هناك تعليق واحد:

  1. ما اروع ما نثرت من كلام في قمة الذوق والرقي
    سلمت اناملك على هذا الوصف الجميل
    لقد وصفت جسد الانثى بتعابير راقية وجميلة
    دام نبض قلمك الى المزيد من الرقي والتالق
    تقبل مروري وخالص ودي

    ردحذف