الخميس، 12 يناير 2012

جدلية

جدلية



أن تمطرَ السماءُ، يا سيّدتي،
أبشري بمواسمِ الخصبِ،
وأن تصفو السماءُ وتبتسم،
يعني إشراقُ وجهكِ،
ولا يمكنُ لمن عرفَ ذلك التجلّي المشرق في عينيكِ وتقاسيم وجهكِ،
إلاّ أن يدور في فلكِ شمسكِ،
سواءَ بالجاذبية،
أو بالانجذاب،
فالأفلاكُ لا تدركُ ذاتها إلاّ بدوران أفلاكٍ في مدارها،
تتنازعها الجاذبية،
وتتوازنُ معها....

أن تُمطرَ السماءُ، يا سيّدتي،
يعني شمساً ما أمدتها ذرّات مياهٍ متناهية الدقّة والتركيب،
يعني أنّ برودةً ما،
أخْصبتْها مطراً،
وأنَّ عناقاً بين السماءِ والأرض،
أدهشَ التربة،
وهي إن لم تُنبت قمحاً وعنباً و....
يكفي أنّها تُنْبِتُ وروداً لكِ....

بين شروقِ وجهكِ، يا سيّدتي،
ومواسمِ أشعاري،
"جدليةٌ" شبيهة.
ما كُنْتُ قادراً على الإيحاءِ، يا سيّدتي،
لو لم تخترقني "عواصفكِ"،
لقد وَجَّهتْ (عواصفُكِ) أشرعةَ سفني نحو كنوزكِ،
وصوّبتْ اتجاه رياحي نحوَ قطبكِ،
ومثل السفنِ المسحورةِ نحو مجاهل الكنوز،
تفكّكت أخشابي،
ورسوتُ عندَ موانئ أنوثتكِ،
خائفاً من مجاهل الزمنِ!
أن تبتلع مكنوناتِ صدري،
قبلَ أن أقدّمَ، على مذبحِ حبّكِ،
كنوز شعوري ومشاعري،
إلى "إلهةِ" حبِّ،
لم تعرفُ مثلها ميثولجيا اليونان،
ولا الديانات القديمة الأخرى...

أدركتُ، يا سيّدتي،
أن طوفانَ السماء يجرفني صوبكِ،
وأنّ ما بقي لي من أشرعة،
يهوي،
لأرسو في أعماقِ موانئكِ،
وكانتْ غمارُ بحاركِ تتموّجُ شعراً لا يهدأ اضطرابه في القلب وفي منطق الرغبات!!!!

لقد أنْذرتْ منارتُكِ، سفني بالرحيل،
وبتُّ، يا سيّدتي، وحيداً عند شواطئ انوثتكِ،
بتُّ صنماً شهدَ تجلياتٍ سرابية،
ولماّ انتهى السرابُ جمدَ في مكانه.

لا يمكنْ للشعرِ، يا سيّدتي، أن يكونَ صادقًا معكِ إذا لم تكوني محوره،
لا يمكن للشعرِ أن يكذبَ،
حتى لو كذبَ الشعراء،
لا يمكن للشعرِ أن يحيا بعدكِ،
إذا لم تتشوّقي أنتِ إلى قراءته أوسماعه،
لا يمكن للشعرِ،
وقد محا ما قيلَ في نساءٍ أخرياتِ،
أن يعيشَ إذا لم يكن موجّهاً لكِ...

الشعرُ، يا سيّدتي، إذا لم يكن لكِ، لنْ يكونَ شعراً،
إنّه مثل المطرِ الذي يكوّنه وجهكِ،
ومهما أبْعَدْتني، يا سيّدتي، عن مرافئكِ،
فسأبقى،
أصوّبُ بوصلةِ عواطفي المخنوقة،
نحو قطبكِ،
إلى أن تنتهي الرحلة،
وينتفي وجودي....

بين السماء والمطر، يا سيّدتي،
شبيهٌ بما بين وجهكِ وقصائدي،
كلّما تجلّى انبهارُ وجهكِ في يدي،
تدفّقَ الشعرُ آياتٍ،
وصرتِ أنتِ، أيتها الأنثى، الغالية،
أيتها المرأة الاستثنائية،
أيتها الأميرةُ المتعالية في السمو،
والقريبة من شفافية الاحساس،
صرتِ أنتِ،
آلهة الوحي والعشقِ....



ميشال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق