الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

يتسمَّرُ حضورُكِ في أنفاسي...

يتسمَّرُ حضورُكِ في أنفاسي...
                                          josy zampieri-jost (1939 - ؟)



نتلامسُ،
كأنّ الزمنَ لم يعرفْ فواصلَ بيننا...
كأنّ مرايا اللهفةِ تُقيمُ في عيوننا/
وتلوّنُ سنين العمرِ بآهِ الشغفِ...

لا تُعلنُ الرغبةُ عن ذاتها/
هي الرغبةُ/
قبلَ أنْ تحملَ هويّةَ اللقاء...
تتغلغلُ في العروقِ والأوردةِ...
كخدرٍ
يُصيبهُ دوارُ العشقِ...

أشعرُكِ في كينونةِ اللاوعيِ الغافلِ في أعماقي...
كأنّي وُلدتُ فيكِ...
كأنّي تناسيتُ أعوامي كلّها...
وغرقتُ في زمنٍ كادَ يُقفلُ عتبةَ الخوفِ من انهدامٍ...

يتسمَّرُ حضورُكِ
في قاعِ أنفاسي/
وأعماقِ انغماسي اللاشعوريّ...

تأتينَ من باطنِ انسحاقِ الشهوةِ...
وتخطرينَ/
في دفاتر الحبِّ المختمرِ بلفحاتِ الشوقِ العابرِ للبدنِ...

أرغبُكِ/
وأرغبُ بكِ/
كعبورِ سيفٍ يرصدهُ البوحُ المسحورُ بسماتِ عينيكِ...

بابتسامتِكِ/
الهادئةِ/
المبالية/ أو/ الغافلةِ عن لا مبالاةٍ...

كيفَ أعبرُ إليكِ...

كيفَ؟
إذا تغافلَ رونقُ المسافاتِ عن جوهرِ مرايا الطقوسِ/
ليعبرَ بالزمنِ مسافةَ الأعمار/
وتقاطُعَ اللهاثِ العالقِ على زجاجِ السنين؟

يرصدنا العُمرُ العجوزُ/
كباقةِ لونٍ تُموّهها أشعّةُ الشمسِ/
كحالةِ اضطرابٍ عاطفيّ/
تُشوّشُهُ لمساتُ الرغبةِ المفتونةِ بالشبقِ...

كأنّكِ/
تمحينَ فواصلَ الزمنِ...
وتُقيمينَ لوحةً مجلوّةً في مسامِ ذاكرتي...

أخشى أنْ أفقدَ
رسوماتِ وجهكِ/
وتبقينَ/
إغراءً لجاذبٍ/
يلوحُ مثل ابتسامةِ عينيكِ...
إبتسامتُكِ...

ميشال مرقص


18 كانون الأول 2016 

هناك تعليق واحد:

  1. أخشى أنْ أفقدَ
    رسوماتِ وجهكِ/
    وتبقينَ/
    إغراءً لجاذبٍ/
    يلوحُ مثل ابتسامةِ عينيكِ...
    إبتسامتُكِ...

    ردحذف