الاثنين، 5 سبتمبر 2022

الشوقُ دائمًا على لائحة الإنتظار

 الشوقُ دائمًا على لائحة الإنتظار

 


 

Jean Honoré Fragonard ( * 1732 † 1806 )

 

***

  

يتلصلص الشوقُ...

 

يفتلُ عضلاتِهِ...

 

يتدافعُ

كأنّهُ في طابورٍ/

أمام محطّة تموينٍ للوقودٍ –

في زمن شحّ المحروقات-...

 

يجفُّ ريقه من إنتظار...

 

تملأه نخوةُ الوصول

إلى خطوط النهاية...

 

ويضيعُ الهدف...

 

يرمي الشوقُ باقة زهوره

في مجرى تيّار اليأس...

عبء الإنتظار...

 

ليست الأمور الحياتية

ما يُجفّفها الجشع...

 

الفوران العاطفي أيضًا/

يبقى وحيدًا منعزلًا/

يتركُ لعينيه

أنْ تُضيئا في الليل/

في العتمة...

 

فكلّما يشتدُّ السوادُ

يسطع نورهما/

مثلَ عيني ثعلبٍ يموء

لهرٍّ يتعرّى من صوتِه/

في مواسم الحبِّ...

 

الإنتظارُ يتركُ لنا مفتاح شهوته...

 

لا ينسى أنْ يفتحَ دفتيّ القلب

على مصراعيهما...

 

تتلمّظُ شفتاه حسرةً...

 

يمشي في أزقّةٍ ضيّقةٍ...

 

يلتفُّ على ذاتِه موشومًا بوجع...

 

يواربُ...

 

ينأى عن أشواكِ الخيبة...

 

يمتهنُ بلادةً مصطنعةً...

 

يرتوي من نسيمٍ مُثقلِ

بعطورٍ مجهولة الهويّة...

 

يمتطي صهوةَ أناتِه...

 

يستشعرُ صقيعًا

ما بين كتفيه ....

 

يلتهمُ عصارة كبدِه/

عصارة مرارتِه...

 

ويستعصى عليه استسلامٌ...

 

الإنتظارُ رائدُ التفلّت من قيود الزمن...

 

يحتفلُ بخسارتِهِ...

 

الخسارةُ

مفتاحٌ لانتصارٍ يُنكّسُ

راية الأشواق...

 

يحوّلنا الإنتظارُ

إلى رقيقٍ أبيض/

في فضاء عواطفنا...

 

يتركُ لنا هوامش الإختيار...

بل يتركنا على هوامشه/

لا تشفعُ بنا قلائد الحبّ/

وجواهر العشق

وبريق اللهفة ...

 

ولا تمائمُ صيباتِ العين!!!

 

لا يتنازل الإنتظار عن هويّتِه/

عن مهمّتِهِ المحفوفة بعبق برودة الأعصاب...

 

يُجايلُنا...

 

يتركنا في فيء إحباط مُربِك...

 

يشلُّ قدرات تنفسّنا...

 

يشهقُ بنا عميقًا/

ويفتحُ كوّةً

لشعاعٍ

يخترقُ عتمة الإعتكاف...

 

إقتربي منّي/

فأنا لا أحتملُ ثرثرات شراييني

بأوهامِ العشق...

 

إقتربي منّي/

فأنا أعجزُ عن إسكاتِ شهواتِ

خيالي/

وتبريد صهاراتِ حمّى الحبّ...

 

إقتربي منّي/

فأنا لا اهتمامَ لي

بغيرِ وجودِكِ الطاغي ...

 

هل أستسلمُ للخدرِ النسائي

وأبتسمُ للصباحِ معكِ؟

 

أمْ يتحكّمُ بي تشويشٌ

في زمنِ التباس الأمور/

وغموض الرؤيا؟

 

هل تتبعينني مثلَ أسطورةٍ

تجتازُ الأجيالَ/

وتبقي على شهوة حكايتها نديّةً شفّافة ؟

 

هل أنا

كلّما أتشوّقُ إليكِ افتراضيًّا

أشتهي شمسكِ/

لآحترقَ في قنديل أنوثتِكِ؟

 

هل أُطبقُ طينَ رغباتي

على ذاتي/

فتشتاقينَ إليّ؟؟؟

 

هل تقفزُ أشواقُكِ

إلى حضن الاحتراف/

وتستقيمُ الأحلام/

محورًا لغايات الإستسلام

الناعمِ المُسْتساغ؟؟؟

 

أرسمُكِ

ابنة العشرين

وأغبطُ نهدين لكِ/

لا يرتويانِ من مراهقةِ...

 

وجهُكِ أمنياتُ الجمال المرصودِ

على شغف الإتقان

الموسوم بمهارة ...

 

ليتني أتقنُ فنّ اهتمامي

بكِ ...

لكنّ

يستعصي عليّ

كلامُ الشوق...

فهو دائمًا على لائحة الإنتظار ...

 

ميشال مرقص

5 ت1 2021

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق