الأحد، 25 سبتمبر 2022

أيّتها الماجنةُ ما بين كؤوس الخمرِ أسكرُ بكِ ...

 أيّتها الماجنةُ ما بين كؤوس الخمرِ

أسكرُ بكِ ...

 


 (1825 - 1905)William Bouguereau - 

 

***

 

لنسافرَ معًا ...

 

فقط ليومين ...

 

نحملُ البحرَ معنا

في عيوننا...

 

نُهاجر...

 

أربعًا وعشرينَ ساعة

وأربعًا وعشرين ساعة

فقط ...

 

ليسَ بالضرورةِ أن يكونَ

يومُنا أربعًا وعشرين ساعة/

معكِ أحتاجُ إلى أربعٍ وعشرين جيلًا...

 

هل أكتفي بيومين؟

 

معكِ لا ملل...

 

أبقى في اشتياق يلتهمُ اشتياقًا...

 

أبقى مثل ثُقبٍ أسود

لا يشبع/

يلتهم يلتهم يلتهم ...

كما يلتهمني شوقي إليكِ

يلتهمني عشقي ...

 

تعالي نوضّب البحرَ...

 

نحمله ونُسافر...

 

أنا في بحركِ...

 

أنتِ في بحري...

 

فلا نفترق/

بل نغرقِ إلى قيعانِ ذاتينا...

إلى أعماقِ أنوثتِكِ...

 

إلى أعماقِ

ولعي بكِ واجتياحِكِ لشبكة أعصابي/

التائقة إلى ملاحتِكِ ...

 

دعينا نحملُ هويّةَ عيوننا/

كلٌّ منّا يحملُ هويّة عيني الآخر...

 

عيناكِ وطنٌ لي...

 

لنُبحرَ معًا/

 كلٌّ منّا ما بين زندي الآخر...

 

بحرانِ لا نهاية لتلاطم أمواجهما/

لا حدود لشاطئيهما/

لا ارتياد أبعد

من مسافاتِ عمقِ الشوق

فيهما...

 

لنُبحرَ في ثرواتِ الجسدِ...

 

في ثمارِ البدنِ...

 

في نُكهاتِ أسرار العشق المجوني...

 

في كوثرِ ماءِ أنوثتِكِ...

 

في شجرتي ساقيكِ/

حيثُ الرصدُ الموشوم على شيفرةِ

شهوة...

 

لنُبحر معًا...

 

ما بين صوتِكِ وصداه...

 

ما بين شمسِ وجهِكِ والظلِّ...

 

ما بين ضوء عينيكِ والعتمة...

 

ما بين غلاف الأرض وغلاف السماء...

 

لوحدنا

نجتازُ حدود أعماقنا/

على حوافي الكونِ المعتم

فأنتِ شمسُه ...

 

لا تلتقطي الضوء

بيديكِ...

 

إنّه أصابعها العشرُ...

 

إنّه راحتا كفّيكِ...

 

إنّه مرآةٌ لابتسامتِكِ ...

هل نسيتُ أنّ الشروق وجهكِ؟ ...

 

أنتِ خاتمةُ النساء/

وفاتحةُ الشاعرات...

 

أنتِ

جديلةٌ ذهبيةٌ/

تنضجُ عناقيدها

وينكسرُ القمرُ عليها ...

 

تحت غُلالتكِ تنمو شهوةٌ فاتنةٌ...

 

يضيعانِ في الريحِ

ويُغويانني...

 

هما نهداكِ قرصانانِ لمتعة

احتراقِ ولهفة ...

 

تعالي نُبحرُ...

 

بحرُكِ يُفكّكُ سفينة جسدينا...

 

يجعلُ منها منابت/

لاشتهاءاتِ الليل الماجن...

 

يتركها ألواحًا تطفو

في بحرِ شهوةِ كلٍّ منّا...

 

كلٌّ يحترق في الآخر...

 

يخمدُ...

 

يهذي...

يتشدّقُ بضحكاتٍ مشبوهةٍ/

تُدوزنُ مزامير الإرتعاش

المحمومِ ...

 

هاتي لنُبحرً ...

 

يكفي أنْ تكوني أنتِ

 

فلا ألتفتُ متى تنتهي المغامرةُ

المرتمية عندَ شواطئ الشغف ...

 

إمهليني

لأستعيدَ لمحاتِ الحبِّ...

 

بل يوميّاتِه...

 

بل تاريخه ...

 

معكِ؟

 اللحظة تاريخ...

 

الساعة جيلٌ من حبّْ/

وأخشى أنّني أعشقُ كثيرًا/

ولا أتوقفُ عن الإبحار...

 

أيّتها الماجنةُ

ما بين كؤوس الخمرِ/

أسكرُ بكِ ...

 

ولا أرغب

في أن أعودَ صاحيًا...

حصرًا

لأنّكِ أنتِ...

 

ميشال مرقص  

2 تِ1 2021  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق