الأحد، 11 سبتمبر 2022

هوذا الليلُ ...

 هوذا الليلُ ...

 


   Rosalba Carriera (12 January 1673 – 15 April 1757)

 

*** 

 

هوذا الليلُ

يخترعُ أوهامه

الموجعة...

 

هوّذا الليلُ

يرتكبُ الإثمَ/

وينحني بقامتهِ

عند شواطئ التخيّلاتِ

العقيمة...

 

ساذجٌ ابتكارُ الليلِ

لهوامِه...

 

ساذجٌ

عبثُ الغيرةِ/

تسكبُ أسيدها

على عطرِ حبٍّ/

تذبلُ يناعتُه/

يصيرُ

مهجورًا في عتمةِ الليلِ/

لا يكترثُ

لأشباحٍ تزيدُ من أوهامهِ/

وشرهِ لَعَيانِ سمومه ...

 

هوذا الليلُ

حاشيةٌ لقمرٍ عليلِ...

 

يصفرُّ وجهه/

يُرخي ضوءه الموهوم

بسفرِ الإشتياقِ ...

 

هذه الليلة/

أشعرُ وكأنّ القمر/

باردةٌ أطرافهُ...

 

يُداخلها صقيعُ الشوق

التائه/

في بريّة أنوثتِكِ...

 

في الإختباء المعلن/

في شغفٍ مغلّفِ

يُحيطُ بي ...

 

هي شاردةٌ

أوهامي/

وأنا أسعى لأقلّصها...

 

هي متداعيةٌ غيرتي...

 

تهدمُ

جدرانَ مناعتي/

وأنا أطردها

كبرغشٍ

يتسلّطُ عليّ ...

 

هي أنتِ

ولا أهواكِ وحسبُ ...

بل أخافُ عليكِ ...

 

ألتقطُ أنفاسي

كلّما

يُخفى الليلُ

عبثًا/

ويُتلفَ رشاقة الإنسجام...

 

هاتيني إليكِ

فلا أخاف...

 

هاتيني إليكِ

فلا أخشى ...

 

أحملُكِ جمرةً في شراييني...

 

أشعُرُكِ

امتدادًا

لحرائقي ...

 

أخترعُ ذاتي فيكِ/

مثلَ

شُهُبِ نارٍ يَرسمه نجمٌ/

في فضاء علاقاتي

وقد عتمت حواشيها ...

 

هوذا الليلُ/

وأنا أحلمُ بكِ

ترتيلة إغفاء/

وصهوة أحلامٍ

تحملني على جناحيها ...

 

هوذا الليلُ/

وموسيقى العشقِ الشجيّةِ/

تمسحُ

براكين لهفتي

بأنغامها ...

 

هوذا الليلُ/

وأنا أبتكرُ أشعاري

مزاميرَ لعينيكِ/

فكلّما تخترقانني

إلى أعماقي/

أقعُ على شفتيكِ/

كفراشةِ وهمٍ

يعلقُ جناحاها في عسلٍ ...

 

هوذا الليل/

وهو يُباعدُ مسافاتِ العشقِ/

يتداخلُ كحدِّ اشتياقٍ فاصلٍ/

يرمشُ بجفنيه

ليُغمضَ على سكراتِ العينين

وعشقهما...

 

هوذا الليلُ

يستهلُّ تولّهه بكِ/

بشفتي مملكةٍ

يسكنها الشغف...

 

هوذا الليلُ

يبحثُ عن سكونِ

يترفّقُ بي ...

 

يأخذُ بيديَّ...

 

يُصفّقُ للهواجسِ

لعلّها

لا تعودُ ....

 

هوذا الليلُ

وأنتِ حلمه حيثُ ينام الحبُّ...

 

وأنتِ

شهوتُه

حيثُ يستقيظُ البدنُ...

 

وأنتِ شوقه

حيثُ تتأجّجُ الغيرةُ

وتهدأُ

بابتسامة ...

 

وأنتِ جوهره

فلا يصدأُ عطرٌ

ولا ينتهي جنون...

 

وأنتِ

تزامنُ الوقت والمكان/

ولا أحصي

بريقَ اشتهاء خلايا بدنِكِ...

 

وأنتِ

الأبعادُ كلّها/

والمقاييسُ المتنافرةُ الأشكال/

والأوزانُ الضامرةُ

أمام حضورِكِ ...

 

أنتِ

كلَّ هذا الوجود...

 

ويأتي الليلُ

ليجثمَ

على صدرِ العتمةِ

فيًشعلَ حرائقَ لا تنطفئ...

 

هي العطشُ الدائمُ إليكِ...

 

النبعُ المتجدّدُ...

 

اللون المتماهي

مع ألوانِ أشواقي/

وفضائل عينيكِ ...

 

أغار عليكِ خائفًا ...

 

أغارُ

ليس من أجلي

من أجلِ شهواتي ...

 

بل عليكِ

فقط ...

 

هوذا الليلُ

يُخفي آثارَ الحريق...

 

فالأشجار تصيرُ فحمًا ...

 

أسود؟

 

فقط ثوبُكِ الأسود

 يليقُ بكِ!

 

 

ميشال مرقص

29 آب 2021

  

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق